فلاح هادي الجنابي – الحوار المتمدن: ترکيز قادة ووسائل إعلام نظام الملالي على الاوضاع الخطيرة القائمة بسبب المواجهة المحتدمة بينهم وبين الولايات المتحدة الامريکية والتصريحات الفارغة التي يطلقونها کذبا ودجلا والتي يسعون من خلالها عرض عضلاتهم الخاوية أساسا، إنما هو من أجل التغطية على الاوضاع الداخلية حيث تزايد التحرکات الاحتجاجية للشعب الايراني وکذلك نشاطات معاقل الانتفاضة والتي تعاظمت خلال الشهر السابق ووصلت الى 208 حرکة إحتجاجية کما أکدت ذلك معاقل الانتفاضة من خلال رصدها الدقيق لها، ذلك إن هذه التحرکات والنشاطات هي التي ترعب النظام وتصيبه بالهلع، إذ إن ملالي إيران وکما أکدوا دائما فإنهم وفيما يتعلق بالتهديد الخارجي، فإنه بمقدورهم عن طريق تقديم بعض التنازلات ضمان بقائهم ولکنهم وکما يعترفون بذلك علنا، فإنه ليس هناك من أي سبيل أو وسيلة للتفاهم والاتفاق مع الشعب والمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق.
نظام الملالي الذي يسعى للإيحاء في وسائل إعلامه الصفراء بأن جبهته الداخلية متماسکة وإن الشعب الايراني برمته يقف خلفه، لکن وعندما نتمعن في الاوضاع الداخلية نجد إن نظام الملالي مشغول بممارساته القمعية ضد الشعب ويضاعف إجراءاته الامنية من أجل مراقبة المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق والتحوط من نشاطاتهما ودورهما في الداخل، لکن ذلك لم لا ولم ولن يجدي نفعا بدليل إن التحرکات والنشاطات الاحتجاجية مستمرة ومتواصلة دونما إنقطاع ذلك إنه و في الأول من مايو / أيار، قام العمال في طهران وعدة مدن أخرى بتنظيم مظاهرات احتجاجية في إيران على الرغم من هجوم قوات الأمن عليهم ورفعوا شعارات ضد النظام. الى جانب نشاطات أخرى رافقتها،
وإن الاوضاع الداخلية إدا ماتذکرنا بأنها متزامنة مع أحداث وتطورات دولية ضد نظام الملالي، إذ أنه و على مدار الخمسين يوما الماضية، حدث عدد من التطورات المهمة، حيث تم وضع قوات الحرس على لائحة الإرهاب الأمريكية وهي العمود الفقري للنظام وهذا يمثل ضربة إستراتيجية كبيرة لوجود النظام. ثم، ومن أجل تصفير صادرات النفط الإيرانية، ألغت الإعفاءات النفطية لثمانية بلدان. کما إنه و في وقت لاحق، تم حظر صادرات المعادن والصناعات للنظام، الذي يشكل جزءا هاما من الصادرات غير النفطية للنظام. الى جانب قيام الولايات المتحدة بإلغاء بعض الإعفاءات من العقوبات النووية، ثم أرسلت أسطولها إلى الخليج ونشر قاذفات بي 52 في تحذير للنظام حتى لا يرتكب أي حماقة. كما حذرت أوروبا أيضا النظام فيما يخص الاتفاق النووي وإعادة للعقوبات الأوروبية بسبب عمل النظام. وبطبيعة الحال، هذه الامور کلها إذا أضفناها الى بعضها وسعينا لإستخلاص نتيجة منها، فإننا نرى بأنها تٶثر بصورة غير عادية على النظام وتجعله في وضع بالغ الخطورة ذلك إن النظام يواجه حاليا تزامن الخطرين والتهديدين الداخلي والخارجي وعدم تمکنه من التوفيق في المواجهة ضدهما خصوصا وإن التنازلات التي يطالب بها الامريکيون هي تنازلات تقود للسقوط المحتوم کما إن الرفض الداخلي ودور ونشاطات المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق داخليا وخارجيا من أجل تنظيم وتوجيه الشعب للتحرك ضد النظام وعدم فسح المجال له ليلتقط أنفاسه، يٶثر کثيرا على النظام ويجعله في حالة قلق وترقب وخوف غير عادي، خصوصا وإنه على موعد أيضا مع التظاهرات الکبرى التي ستقوم المقاومة الايرانية بتنظيمها خلال شهر حزيران القادم لآلاف من الايرانيين الاحرار من أنصار المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق في بروکسل وواشنطن وبرلين من أجل إيصال صوت الشعب الإيراني المطالب بإسقاط نظام الملالي إلى أسماع العالم و على نطاق سياسي وإعلامي واسع.