Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

إنكفاء تيار المهادنة في فرنسا، وانتصار المستضعفين

إنكفاء تيار المهادنة في فرنسا، وانتصار المستضعفين

ایلاف – د. محمد الموسوي:

تيار المهادنة والاسترضاء هو ذاك التيار الذي لا ثوابت حقيقية لديه داخل المنظومة الغربية العميقة سوى رؤيته الآنية التي يسخرها لخدمة وسطه والرأسمالية الاستعمارية البغيضة التي لم ولن تتغير إلا بثورة إعادة المسارات والبناء على غرار تلك التي قامت قبل قرون، فالميكيافيلية السائدة في أنظمة إدارة الحكم الرجعية اليوم باتت من بديهيات العمل السياسي ومبررات لقبح القرارات والتوجهات التي تُحاك ضد دول وشعوب الشرق الأوسط والعالم الثاني والثالث، وينطبق الحال اليوم على ما يُحاك لشعوب إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين؛ وعلى الأخص ما يُحاك اليوم ضد الشعب الإيراني وثورته ومقاومته ورضوخ تيار الاسترضاء في الغرب لمطالب ومخططات نظام الملالي ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي تعرض عناصرها في مخيم أشرف بألبانيا بهجوم مباغت على غير العادة ومثير للاستغراب وكأنه هجوم انتقامي راح ضحيته شهيد من قادة المنظمة وأكثر من مائة مصاب بالإضافة إلى تحطيم للممتلكات ومصادرة مئات الكمبيوترات، أما في فرنسا فقد رضخت الحكومة الفرنسية لمطالب ملالي طهران أيضاً وأصدرت قراراً قمعياً تآمرياً مجحفا بمنع إقامة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤتمر القمة السنوي العالمي الذي دأب على عقده في مطلع شهر يوليو من كل عام وتأتي أهمية مؤتمر قمة هذا العام من منطلق أنها قمة تعبوية عالمية من أجل دعم الثورة الإيرانية وقيام هذه القمة في توقيتها سيهز أركان النظام ويؤجج الانتفاضة، ومنع قيام هذه القمة يعني تضامنا فرنسيا مع نظام الملالي غير الشرعي الحاكم في إيران وسعياً لثبيته وإنقاذه من السقوط والزوال وتشجيعا له على ارتكاب مزيدِ من الجرائم والممارسات القمعية البربرية بحق الشعب الإيراني وانتفاضته السلمية.. هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى تُعد مواقف الغرب الداعمة للملالي تشويها متعمداً للقيم الحضارية والإنسانية التي رفعتها أوروبا المعاصرة وهو ما يُظهر بأن أوروبا باتت قارة عجوزاً بلا هوية ولا ثوابت حقيقية.

لقد صحونا بعد احتلال العراق عام 2003 على عالم جديد منزوع القيم ويتعامل نهارا جهاراً بأقبح الأنماط التي لا تليق بالإنسانية جمعاء؛ ولا تليق على وجه التحديد بأولئك الذين يتشدقون ملئ أفواههم بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان هذا إن صدقوا ولكن حاشاهم من الصدق الذي بات لا يليق بهم بعد ذلك التاريخ فكل شيء أصبح قابل للبيع والشراء والمساومة وفق ما تمليه عليهم المصالح لا القيم، ولا نلومهم على إتباع منطق المصالح تتصالح لكننا نطالبهم بالكف عن تلك الشعارات البراقة الخاوية من الصدق والتي لم تعد حتى شعوبهم تثق في مصداقيتها وباتت تدرك تمام الإدراك بأن حكوماتها بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية والحضارية، وكذلك عن الرشد السياسي في إدارة الأزمات وقد شهد على ذلك العقود الخمسة المنصرمة وحال المجتمع الدولي بعد فضيحة فيروس كورونا الفيروس الذي أعاد ولا زال يعيد تنظيم اقتصاد العالم وتراتيب القوى فيه، وتشهد على ذلك أيضا الحرب الأوكرانية الروسية وتبعاتها من دمار اقتصادي وإعادة جدولة السوق العالمية وإدخال البشرية في حالة استعباد مضنية لا ترحم غنياً ولا فقيراً ولا قوياً ولا ضعيفاً.

قمة (إيران ديمقراطية حرة 2023)
لم يكن قرار السلطات الفرنسية المُداهن لعصابات نظام الملالي بمنع إقامة القمة السنوية للمقاومة الإيرانية فقد سبق لنفس التيار في الحكومة الفرنسية أن ارتكب من قبل ما هو أبشع من ذلك في حق المقاومة الإيرانية وفي حق زعيمة المقاومة الإيرانية السيدة الوقورة مريم رجوي واتهموا المقاومة بأبشع الإتهامات ولولا استبسال المقاومة وأنصارها واعتصامهم في الشوارع وتضامن الرأي العام الفرنسي الحر معهم لمس أوروبا والغرب عار أبدي لا كفارة له يرافقهم حتى نهاية الزمان وكان ذلك أيضا نتيجة لمساومات قام بها نظام الملالي مع السلطات الفرنسية وغيرها من السلطات النافذة في تيار المهادنة هذا، والأهم من هذا كله في حينه أن سلطات تيار المهادنة والاسترضاء هذا لمن يتمكن من حماية ادعاءاته وافتراءاته وسرعان ما أثبت القضاء الحر في بريطانيا وأوروبا وأمريكا بطلان كل تلك الافتراءات وإعلان براءة منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية من جميع التهم الملفقة لهما، ومن حقبة عمامة أحدهم المخادعة إلى عمامة رئيسي المُدانة التي أمضت ساعة ونصف من الحديث التليفوني مع رئيس فرنسا يعيد التاريخ نفسه فتُصدر السلطات الفرنسية قراراً بمنع عقد قمة إيران ديمقراطية حرة 2023 ويقوم القضاء الفرنسي بإبطال شرعية ودستورية القرار والحكم بحق المقاومة الإيرانية في عقد قمتها السنوية وتغريم السلطات الفرنسية غرامة مالية حتى لو كانت غرامة رمزية فهي حق معنوي كبير لصالح قيم الجمهورية الفرنسية والمقاومة الإيرانية في آن واحد، وفي نهاية المطاف عقدت المقاومة الإيرانية قمتها السنوية بما لا يتوقعه الملالي وحلفاؤهم في تيار المهادنة وتشارك فيها جموع غفيرة من قادة ورموز العالم من القارات الخمس ومئات البرلمانيين من كافة أنحاء العالم ولمدة أربعة أيام حافلة تجلت فيها اعترافات الجميع ببطلان شرعية نظام الملالي الحاكم وشرعية نضال المقاومة وشرعية انتفاضة الشعب الإيراني وحقه المشروع في الدفاع عن نفسه، وأما اليوم الرابع في القمة فقد كان تظاهرة قانونية وحقوقية كبيرة أقرت بأن ممارسات نظام ولاية الفقيه في حق معارضيه من مجازر إبادة جماعية وسجون وتعذيب وقتل عام بحق الأطفال والنساء والشباب في الشوارع وحالات القتل تحت مسمى الإعدام خارج نطاق القانون وكذلك حالات القتل العمل لغير الإيرانيين هي جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية تستحق مساءلة سلطات النظام وإحالتهم للقضاء العادل، كما جميع أقر المشاركين في بيانات رسمية للأكثرية النيابية للدول المشاركة من أميركا إلى كندا إلى أوروبا إلى دول عربية وكذلك في تصريحاتهم أقروا جميعا بوضع ما يسمى بـ الحرس الثوري على قائمة الإرهاب.

الأهم من كل ذلك أن انعقاد هذه القمة تحديدا في هذا العام قد جاء تحدياً ليس للملالي فحسب وإنما لحلفائهم في تيار المهادنة الذي رضي لنفسه ركوب العار وكان الأولى به أن يركب قطار الحق إسنادا لمظلومية الشعب الإيراني ودعماً للدول التي انهارت بسبب تدخلات نظام الملالي فيها كاليمن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين أو الأردن الذي غرق بمخدارت ميليشيات نظام طهران في سوريا، كما كان انعقاد القمة بهذا الزخم وهذا الحضور النوعي والكمي أكبر نصرة للانتفاضة الوطنية الإيرانية وللاجئين السياسيين الإيرانيين المعارضين سكان مخيم أشرف3 في ألبانيا الذين تعرضوا إلى مؤامرة شرسة كبيرة لا تزال تبعاتها ومخاطرها قائمة تهدد أمنهم وأرواحهم، واختتمت القمة الكبيرة أعمالها بانتصار للمستضعفين وانكفاء لتيار المهادنة والاسترضاء وهزيمة نكراء للملالي وزمرهم المُرتعدين في إيران وخارجها، ويبقى الحق أكبر من مؤامراتهم ومكائدهم وأموالهم وأسلحتهم وتلفيقاتهم.. فالحق يعلو ولا يُعلى عليه شيء، وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى