Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

الحقيقة التي يجب مواجهتها

سعاد عزيز
صوت کوردستان – سعاد عزيز: من يتابع الامور المتعلقة بالشأن الايراني خلال الفترة الماضية، يجد نفسه أمام مجموعة مختلفة من الاخبار والتقارير التي تشير الى نشاطات مشبوهة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أو تفضح مخططات وجرائم سابقة لها

أو تدينها وتدعو لتشکيل لجنة تحقيقية من أجل التحقيق فيها، وهو مايدل بصورة وأخرى على إن مشاعر القلق والتوجس والحذر من هذا النظام من جانب الاوساط الاقليمية والدولية وکذلك التحذيرات المتکررة للمقاومة الايرانية من هذا النظام ومن مخططاته، تبدو کلها في محلها ويجب أخذها على محمل الجد.

بعد المواقف الرسمية الامريکية بشأن مجزرة عام 1988، والدعوة من أجل تشکيل لجنة دولية للتحقيق فيها وبعد أن قامت الخارجية الامريکية أيضا بالکشف عن أسماء 13 من عملاء النظام الايراني ممن تخفوا تحت قناع الدبلوماسية وقاموا بإغتيال المعارض الايراني البارز الدکتور کاظم رجوي في سويسرا عام 1990، وبعد الوثائق التي أعلنتها منظمة العفو الدولية بشأن مجزرة عام 1988، فقد أکد تقرير استخباراتي ألماني سعي النظام الإيراني إلى الحصول على تكنولوجيا أسلحة وأنظمة صواريخ عبر أنشطة تجسس تقوم بها فوق الأراضي الألمانية.

بطبيعة الحال، ليست المرة الاولى التي تتحدث فيها تقارير إستخبارية ألمانية عن هکذا نشاطات، بل ومن المثير للسخرية إن الاستخبارات الالمانية کانت قد أعلنت في عام 2016، أي بعد عام واحد فقط من إبرام الاتفاق النووي بين مجموعة 5+1 والنظام الايراني، فقد سعى النظام الايراني عن طريق عملائه وعن طريق شرکات صينية من أجل الحصول على أجهزة ومعدات يتم إستخدامها في البرنامج النووي، وهو مايٶکد ويثبت حقيقة مادأبت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي على التأکيد عليه بإستحالة إلتزام هذا النظام بتعهداته ولايمکن الاطمئنان والوثوق به.

التقرير الاستخباري الالماني الاخير صادر عن منطقة ولاية سارلاند الألمانية، يدعم ما جاء في تقرير سابق صادر عن منطقة بادن، وأكد بدوره سعي طهران إلى الحصول على تكنولوجيا أنظمة ناقلات الصواريخ منذ عام 2019. والتقرير الذي صدر بعنوان “لمحة عامة عن الوضع”، يتناول التهديدات الأمنية التي تواجهها ولاية سارلاند الألمانية الغربية الصغيرة. وأكد مسؤولو الاستخبارات في سارلاند في تقرير من 120 صفحة الجمعة، أن “إيران، وباكستان، وبدرجة أقل سوريا، بذلت جميعاً جهوداً لشراء التقنيات اللازمة والتكنولوجيا الأساسية لتطوير أسلحة الدمار الشامل التي تملكها” وأضاف التقرير وهو يشير الى التحرکات المشبوهة للنظام الايراني بأن عملاء النظام الايراني موجودون بمستويات مختلفة في التمثيل الرسمي وشبه الرسمي في ألمانيا ويحملون الإقامة القانونية. ويجمع هؤلاء العملاء، تحت غطاء دبلوماسي أو صحفي، المعلومات، ويقدمون الدعم للعمليات التي يقوم بها جهاز الاستخبارات الإيراني. وأشار التقرير إلى أن طهران قلدت التكتيكات الروسية الوحشية في استهداف المنشقين والمعارضين داخل ألمانيا. وأكدت المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات المحلية كاترين توماس، أن إيران لم تتوقف عن توظيف عملاء سريين في التمثيلات الدبلوماسية الرسمية وشبه الرسمية، أو وكالات الأنباء وشركات الطيران، لتأسيس أنشطة استخباراتية. ويستطرد التقرير وهو يکشف عن الاساليب الخبيثة والقذرة التي يتبعها النظام الايراني من أجل السيطرة على المعارضة الايرانية من أنه”لتحقق إيران أهدافها تتواصل مع أشخاص مختارين من حركة المعارضة وتضغط عليهم للعمل في الاستخبارات، وإذا رفضوا فإنهم يتعرضون شخصيا، أو يتعرض أقاربهم في إيران للتهديد بالقتل والانتقام”، وشدد التقرير، على أن النظام الإيراني نشط في ألمانيا لمراقبة واغتيال المعارضيين الإيرانيين ومسؤولين محليين. ومن الجدير بالذکر إنه قد تم إلقاء القبض على العديد من عملاء النظام الايراني في ألمانيا بصورة خاص وأوربا بصورة عامة وفي مقدمتهم الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي.

وخلص التقرير الى”زيادة سعي النظام الايراني لامتلاك ونشر أسلحة الدمار الشامل الذرية والبيولوجية والكيميائية أو المنتجات والمعرفة اللازمة لتصنيعها، وأنظمة إطلاقها اللازمة”، وأمام کل ذلك والذي يشکل کله حقيقة صادمة لابد للمجتمع الدولي من مواجهتها والتصدي لها کما يجب ويتطلب قبل أن تسوء الامور أکثر من ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى