Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
Uncategorized

ألم تتضح صورة ملالي إيران بعد هلاك غزة؟

ألم تتضح صورة ملالي إيران بعد هلاك غزة؟

ایلاف – د. سامي خاطر:

لم يف النظام الإيراني بما قطعه من وعود تجاه الفلسطينيين في ظل الأحداث الراهنة وما يتبعها من تأثيرات وانعكاسات، يبرز دور ومكانة الشخصيات والجهات السياسية في المنطقة بوضوح، ومن بين هذه الشخصيات يتقدم ملالي إيران بصورتهم المتعددة والمعقدة، حيث يتجلى تأثيرهم ودورهم الهدام بشكل ملحوظ على الساحة الإقليمية والدولية، لاسيما في ما يتعلق بالقضايا الإسلامية والشؤون السياسية والإنسانية.

عندما نتحدث عن “هلاك غزة”، فإننا نشير إلى الأزمة الإنسانية والسياسية الخانقة التي يعاني منها قطاع غزة، نتيجة للحروب المتكررة والحصار المفروض عليه من قبل إسرائيل بالتعاون مع بعض الدول الإقليمية، وفي هذا السياق يتصاعد التساؤل حول موقف السلطة الإيرانية، وكيف ستتعامل مع هذه الأزمة وكيف ستتأثر صورتها بها.

لسلطة ملالي إيران صورة معقدة في الساحة الدولية، فهي تُعَرَف بادعائها بتبني القضية الفلسطينية أو بالأحرى تبني جانبٍ يروق لها ويتبعها داخل القضية الفلسطينية، وهي متحالفة مع مجموعات مسلحة في المنطقة ومنها حركتي الجهاد وحماس في فلسطين، ومن هذا المنطلق “قد” يتوقع البعض أن تتخذ إيران موقفاً حاداً وعدائياً ضد إسرائيل، خاصة في ظل الأحداث الجارية في غزة. وبالإضافة إلى النهج السياسي الاحتيالي الذي نشأ عليه نظام الملالي، فإن توازن القوى في المنطقة والعلاقات الدولية الدقيقة أمرٌ يجعل من الصعب على النظام الإيراني أن يتصرف بشكل متهور، خاصة وأن أي تحرك قد يتسبب في عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها، وبالتالي فإنَّ صورة ملالي إيران بعد هلاك غزة أصبحت أشد قتامة وبؤساً بعد افتضاح مؤامراتهم ضد دول وشعوب المنطقة وما لحق بهم من عار بعد كنس قنصليتهم بمكنسة صهيونية في دمشق.

نظام الملالي لم يكف عن الاصطياد في الماء العكر
منذ استيلائه على الثورة الوطنية الإيرانية عام 1979، لفت نظام الملالي في إيران الأنظار بشعاراته وادعاءاته الدينية والسياسية المتقلبة، وهيمنته على المشهد السياسي في البلاد بعد أقصى جميع من يخالف نهجه حتى لو كان إسلامياً، وعلى مر السنين، لم يكف الملالي عن إثارة الفتن والحروب والتدخل في مناطق الأزمات لتعزيز وجوده وفقاً لهذه وتلك من الأزمات والظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية.

نشأ نظام الملالي بطبيعته على أسس رجعية فكراً وتطبيقاً، متبعاً سياسات قمعية شوفينية في الداخل بطش من خلالها بجميع فئات ومكونات الشعب الإيراني، ونهجاً طائفيا شوفينياً في الخارج مع ثوابت سياسية عدائية فيما يتعلق بالدول العربية، ومن هنا فإنَّ سياساته الإقليمية والخارجية كانت على الدوام مصدر توتر واستفزاز وبشكل خاص عند قيام هذا النظام الفاشي بالتدخل في شؤون الدول مُضراً باستقرارها من خلال دعمه الميليشيات والجماعات المسلحة وعصابات التهريب والإتجار بالمخدرات في المنطقة، ومن الأمثلة على ذلك دعم جماعات سياسية وميليشيات مسلحة وعصابات تهريب أسلحة ومخدرات في لبنان والعراق وسوريا، وقد تدخل ملالي إيران بشكل فج لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الثورة الوطنية السورية، وكذلك ثوار تشرين في العراق، ما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة وتشريد الملايين من أبنائها داخل وخارج أراضي العراق وسوريا، الأمر الذي أثار انتقادات دولية واسعة النطاق بسبب موجات الهجرة والنزوح التي دفعت إلى هذه الانتقادات.. كما يثير دعم نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران أمنياً وعسكرياً ومالياً ميليشيات مسلحة مثل حزب الله في العراق ولبنان والحوثيين في اليمن وحماس والجهاد في فلسطين مخاوف إقليمية ودولية.

يواجه نظام ولاية الفقيه على الصعيد الداخلي تحديات عديدة منها فشل رئيس جمهوريته وحكومته في إدارة شؤون البلاد والخروج من أزماتها أو على الأقل الوفاء بما تعهدوا به من وعود، وفي ظل حاجة معظم الشعب الإيراني إلى الطعام والدواء في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدني مستويات الدخل والأجور وارتفاع معدلات الفقر يوجه نظام ولاية الفقيه جانباً عظيماً من موارد الدولة لدعم الإرهاب وسياسته التوسعية في المنطقة ونهج الاصطياد في الماء العكر، ومع استمرار هذا التوتر والحروب التي يثيرها الملالي إقليمياً، يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كان النظام الإيراني سيتراجع عن غيه وفتنه وسياساته العدوانية في المنطقة، أم أنه سيواصل سياسته الحالية في المنطقة، طالما أن لا رادع ولا راد له عن ذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى