فلاح هادي الجنابي – الحوار المتمدن: يتميز نظام الفاشية الدينية بتخوفه من کل التحرکات والنشاطات المضادة التي تهدف الى تحطيم جدار القمع والرعب لأنها ترى في حرية الشعب وإرساء الديمقراطية الحقيقية نهاية له، ولکن خوفه هذا قد تضاعف بعد إندلاع الانتفاضتين الشعبيتين في العراق واللتين قامتا ضد الفساد وضد الدور المشبوه لهذا النظام القرووسطائي، ولاسيما وهو يرى حالة الغبطة والانشراح التي تسري بين أوساط الشعب الايراني بسبب هاتين الانتفاضتين اللتين طفقتا تحرقان الارض تحت أقدام النظام الايراني.
خوف ورعب الطغمة الدينية القورووسطائية الحاکمة في طهران، يتعاظم ويبلغ ذروته عندما يشاهد بأن مسار وسياق النضال ضده بين شعوب البلدان الخاضعة لنفوذه الاسود تتجه للإلتحام مع نضال الشعب الايراني من أجل مواجهته ووضع حد لظلمه وسطوته، لأن واحدا من أهم أسباب بقائه وإستمراره هو عدم وجود وحدة وتلاحم حقيقي في النضال بين شعوب المنطقة والشعب الايراني ضده وضد أفکاره القرووسطائية التي أکل عليها الدهر وشرب علما بأن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية دأبت طوال الاعوام الماضية على إقامة جبهة نضال من شعوب المنطقة والشعب الايراني ضد هذا النظام الارهابي وأفکاره المسمومة المعادية لکل ماهو إنساني وحضاري.
نظام الملالي الذي يمر أساسا برحلة بالغة الصعوبة وتحيط به المخاطر والتهديدات من کل جانب، يعاني کثيرا من الاحتجاجات المتواصلة من جانب الشعب الايراني وکذلك من نشاطات معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة ولايعرف السبيل الاجدى لإخمادها بل إنها تتعاظم وتقوى بوجهه أکثر من السابق، فإنه وفي الوقت الذي فشل في التصدي للحالة الداخلية کما نال فشلا أکبر في مواجهة الحالة الخارجية وإدارتها بالطريقة المناسبة فإن إندلاع إنتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني وإتساع دائرتيهما مع توضح سياقهما الرافض لدور ونفوذ نظام الملالي، فإن الطغمة الدينية التي تعاني من عزلتين داخلية وخارجية غير مسبوقة، فإن عزلته سيزداد وسيتفاقم أکثر من أي وقت آخر مع الاخذ بنظر الاعتبار بأنه يعيش هاجس إندلاع الانتفاضة الکبرى للشعب الايراني ضده.
عدم نجاح الاجراءات والاحتياطات المختلفة التي قام بها نظام الملالي من أجل الوقوف بوجه الاوضاع المختلفة التي تسير من سئ الى أسوأ، تجعل مهمته صعبة جدا في إدارة کل هذه التهديدات والتحديات الجدية التي تواجهه على مختلف الاصعدة وهو يعلم بأن کل هذه الجبهات المفتوحة ضده سوف تلتقي جميعها في الجبهة الداخلية حيث الشعب الايراني والمقاومة الايرانية اللذان سيقومان بإنجاز عملية التغيير الجذرية الکبرى في إيران بإسقاط هذا النظام الديکتاتوري وإقامة نظام سياسي يسدل الستار على الحقبة السوداء التي تمر بها إيران منذ 4 عقود.