Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

قلق مرعب

سعاد عزيز
السوسنة – سعاد عزيز: في أوقات الشدة والضیق تتصاعد الخلافات بین الشركاء وتطفو الى السطح بصورة لایمكن تجاھلھا، وإن الاوضاع التي طرأت على إیران على أثر تنفیذ العقوبات الامریكیة بدفعتیھا، والتي طالما حاول القادة والمسولون الایرانیون التقلیل من شأنھا، صارت أثقل بكثیر من أن یتم التغطیة والتمویھ علیھا، بل وإن تأثیراتھا تتضاعف مع مرور الایام بحیث تضیق الخناق على الاوضاع الاقتصادیة وتجعلھا تبدو في أسوأ ماتكون.

المرشد الاعلى، والرئیس الایراني، حاولا منذ تنفیذ الدفعة الاولى للعقوبات الامریكیة بشكل خاص والدفعة الثانیة بشكل عام، الإیحاء بأن ھذه العقوبات لیس بإمكانھا أن توقف عجلة السیر والتقدم للأمام وإن النظام لن یتأثر بھا بتلك الصورة التي یتصورھا العالم، غیر إن الاعتراف الاخیر الذي صرح به روحاني بالتأثیرات الثقیلة للعقوبات الاقتصادیة التي فرضھا الرئیس الأمیركي دونالد ترمب بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، وقال “الحرب الاقتصادیة أصعب من الحرب العسكریة”، بل وإن الاعتراف ھذا صار أكثر صراحة عندما تابع روحاني وھو یشیر الى عدم تمكن النظام من مواجھة ھذه العقوبات لوحده قائلا: “لن ننجح في حربنا الاقتصادیة أو العسكریة إذا لم نتلق الدعم”. وھذا مایؤكد بأن الاوضاع الاقتصادیة في إیران تسیر نحو مرحلة أكثر خطورة ولاریب من إن الاوضاع الاقتصادیة ھي أساس ومحور معظم الاوضاع الاخرى وإذا ماتأثرت سلبا فإنھا ستنعكس حتما على معظم الاوضاع الاخرى.

ھذا الاعتراف غیر المسبوق لروحاني یتزامن مع بروز الخلافات والانقسامات بین جناحي النظام من جدید وخصوصا من حیث الإیحاء بمحاسبة روحاني وحكومتھ وسحب الثقة منھ، كما إنھ یتزامن مع تصریحات للمرشد الاعلى یحمل فیھا بشدة على الاوربیین ویشكك بدورھم ولكن من دون أن یدعو الى إنھاء وقطع الاتصالات معھم لأنھ یعلم جیدا بأن ذلك سیعني أن یوجھ النظام رصاصة الخلاص الى رأسه.

المشكلة الاكبر والاخطر التي تواجھ طھران، ھي إن الانتفاضة الاخیرة التي جرت في إیران والتي لازالت آثارھا وتداعیاتھا مستمرة، قد حدثت لأسباب إقتصادیة كما أكد المرشد الاعلى وروحاني نفسھ، مع ملاحظة إنھم سعوا للتغطیة والتمویھ على جانبھا السیاسي حیث إن منظمة مجاھدي خلق ھي التي قادت الانتفاضة، ولكن تفاقم الاوضاع الاقتصادیة سوءا وعدم تمكن النظام من مواجھتھا لوحده وطلبھ للعون، یعني في العرف السیاسي بأنھ یجب أن یقدم تنازلات مقابل ذلك، وواضح جدا حجم ونوعیة التنازلات التي یطالب بھا الاوربیون والتي ستكون حتما أكثر من موجعة وقد لاتبقي للنظام أنیاب ومخالب، إذ إن الاوربیین یكدون على نقطتین أساسیتین وھما إنھاء التدخلات في المنطقة وإیقاف البرنامج الصاروخي للنظام!

زر الذهاب إلى الأعلى