Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

النظام الايراني وإفتعال الازمات

النظام الايراني وإفتعال الازمات

کتابات – اسراء الزاملي :
في خضم الازمة الدائرة بين البلدان الغربية والنظام الايراني على خلفية العودة المرتقبة للولايات المتحدة الامريکية للإتفاق النووي، فإن أکثر شئ يبدو واضحا هو إن النظام الايراني يتعمد الى تأزيم الاوضاع من خلال إطلاق تصريحات ومواقف فيها الکثير من التشدد وحرب الاعصاب بما يدل على إنه لايکترث ولايهتم لما ستٶول إليه الامور والاوضاع مع البلدان الغربية في حين إن واقع الحال يختلف عن ذلك تماما، إذ وبعد الموقف”العنتري”الذي صدر عن المرشد الاعلى للنظام الايراني والذي قال فيه:” نحن مصممون على امتلاك قدرات نووية تتناسب مع احتياجاتنا، وبالتالي لن يكون مستوى التخصيب 20 ٪، على سبيل المثال قد نحتاج زيادة مستوى التخصيب إلى 60 ٪ لتطوير القدرات النووية أو لقضايا أخرى”، إلا أن صحيفة”کيهان” الموالية له والتي تعتبر الى حد بعيد ناطقة بإسمه، عبرت عن تأييدها للاتفاق الذي أبرمته الحكومة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الأحد الماضي، حول تمديد التفتيش الإلزامي لمدة ثلاثة أشهر، رغم إيقاف البروتوكول الطوعي لعمليات المراقبة.
الملفت للنظر إن صحيفة کيهان لم تکتفي بتإييد ذلك الاتفاق بل وإنها ذهبت أبعد عندما إنتقدت معارضة النواب في مجلس الشورى”البرلمان الايراني” للإتفاق المذکور عندما کتب حسين شريعتمداري، رئيس التحرير ومندوب خامنئي في افتتاحية الصحيفة الموالية للمرشد يوم الثلاثاء الماضي يقول، أن “معارضة نواب البرلمان للاتفاق لم تكن ضرورية لأن إيران أوقفت تنفيذ البروتوكول الإضافي، وهذا إنجاز كبير على مدى عقدين من صراعنا حول البرنامج النووي”، وهذا يعني إن النظام الايراني عموما وخامنئي خصوصا ليسوا جادين أبدا في تهديداتهم وتحدياتهم بل إنهم يسعون من خلالها الى أکبر قدر ممکن من إبتزاز الولايات المتحدة والحصول على مکاسب منها وعدم تقديم تنازلات”موجعة”جديدة خصوصا وإن أوضاعهم الداخلية لاتبشر بالخير في ظل تزايد الاحتجاجات الشعبية وتوسع دور ونشاط وتأثير منظمة مجاهدي خلق على الصعيدين الداخلي والخارجي.
مراجعة التصريحات والمواقف الصادرة عن قادة النظام الايراني أثناء الاوضاع المتأزمة، نجد إن هناك قدرا غير عاديا من الدفع بإتجاه إفتعال الازمات ورفع درجة التهديدات والتلويح بالاستعداد للذهاب الى أبعد حد، لکن وفي نفس الوقت مراجعة مواقفهم النهائية تدل على إنهم کانوا کالديك الرومي الذي ينفش ريشه لفترة ثم يعود طبيعيا بعد فترة، ولاسيما وإنهم يعلمون بأنهم فيما لو تمسکوا بمواقفهم المتشددة”المفتلعة والتمويهية”، فإنه وعد حدوث أي تصعيد غير مسبوق من الممکن أن يٶثر على الاوضاع الداخلية ويدفع بها نحو مفترق اللاعودة وتفلت الامور من بين أيديهم، ولذلك فإنهم مضطرون ورغما عنهم للإستسلام والخضوع للمطالب الدولية بهذا الصدد.

زر الذهاب إلى الأعلى