Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
Pagesالمعارضة الإيرانيةايران داخليا

مفاوضات في المريخ مع النظام الايراني

مفاوضات في المريخ مع النظام الايراني

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

بعد أن صدرت أکثر من إشارة من جانب جهات دولية مطلعة على المفاوضات الايرانية ـ الامريکية غير المباشرة في الدوحة من إنها لم تحقق أية نتيجة، فقد سارع محمد مرندي، مستشار الفريق الايراني المفاوض الى أن “التوقعات لم تكن تشير إلى أن المفاوضات ستنتهي إلى حل إيجابي في يومين فقط”، ولکي يقلل مرندي من قوة دور وتصريحات الامريکيين بشأن فشل مفاوضات الدوحة ولکي يلقي الکرة في الملعب الامريکي، حيث قال بأن” أن طهران لا تأخذ تصريحات المسؤولين الأميركيين الإعلامية بجدية، مشيرا إلى أن “على الأميركيين توفير الضمانات التي تطالب بها إيران، ليؤكدوا أنهم لن يطعنوها في الظهر كما فعلوا في السابق”!
مرندي الذي يعلم جيدا إن إعلان فشل مفاوضات الدوحة سينعکس سلبا على الاوضاع في إيران وقد تسفر عنه تداعيات سلبية في غير صالح النظام، ولذلك فإنه قد أکد بأن”المفاوضات في الدوحة لم تفشل وستستمر” وأضاف بأن “التواصل لم ينقطع ما بعد وقف محادثات فيينا، ولكن ما شهدناه خلال اليومين الماضيين هو محادثات مركزة” لکن مرندي لم يقم بالاشارة لامن قريب أو بعيد الى ماقد أثير بشأن إستمرار تعنت النظام الايراني في الاستجابة والاذعان للمطالب الدولية بشأن البرنامج النووي الايراني والتي يواظب النظام الايراني على التهرب منها وإختلاق المعاذير والحجج المختلفة في سبيل مشاغلة المجتمع الدولي بها.
التقارير الخبرية المرتبطـة بالمفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني تنعکس تأثيراتها سلبا وإيجابا وبدرجة کبير على الاقتصاد الايراني، يبدو إنها تثير مخاوف النظام الايراني ولذلك فإنه يحرص دائما على إطلاق إشارات بشأن أن المفاوضات مستمرة وإنها لم تفشل في حين أن ماقد جاء في التقارير الخبرية بشأن توقف المفاوضات “غير المباشرة” بين واشنطن وطهران في العاصمة القطرية والاقتصاد الإيراني يراوح بين الأمل والإحباط والتضخم ينهش به والغلاء يعصف بالحياة المعيشية للمواطنين دون هوادة، ولم تظهر في الأفق القريب مؤشرات لإلغاء العقوبات الأميركية التي تضرب أهم الموارد الإيرانية من النفط والغاز إلى البنوك والمال، مرورا بالمعادن والبتروكيماويات.
ومن المهم هنا وفي هذا الخضم، فقد أعلن مركز الإحصاء الإيراني في آخر تقرير له بتاريخ 26 يونيو الحالي، أن معدل التضخم في البلاد في الفترة من 22 مايو إلى 21 يونيو 2022 بلغ حوالي 12%، بينما كانت حكومة إبراهيم رئيسي قد توقعت أن يكون معدل التضخم نحو 8%. کما نشرت صحيفة “اعتماد” الناطقة بالفارسية، مقالا يوم الأحد الماضي ناقشت فيه الوضع الاقتصادي الإيراني وفقا لآخر الإحصائيات الرسمية، فكتبت تقول: “بحسب علم الإحصائيات، إذا كان معدل التضخم الشهري 1.5%، فإن معدل التضخم في نهاية العام سيكون 20%، وإذا كان معدل التضخم الشهري 3%، فإن التضخم السنوي سيكون 40%”.
وفي هذا الخضم، فإن المفاوضات مع النظام الايراني بشأن برنامجه النووي ليس في الدوحة بل وحتى إنها لو جرت في المريخ فإنها لن تأتي بجديد وستبقى على حالها طالما بقي النظام الايراني مصرا على مواصلة مساعيه السرية من أجل حيازة السلاح الذري.

زر الذهاب إلى الأعلى