الأخبارالمعارضة الإيرانية

وقال الشعب الايراني کلمته في 16 سبتمبر2022

وقال الشعب الايراني کلمته في 16 سبتمبر2022
الشعب الذي قام بثورة عظيمة ضد الظلم والاستبداد، قادر على القيام بثورة مماثلة في حال مواجهته مرة أخرى للظلم والاستبداد

حدیث العالم – منى سالم الجبوري:

الشعب الذي قام بثورة عظيمة ضد الظلم والاستبداد، قادر على القيام بثورة مماثلة في حال مواجهته مرة أخرى للظلم والاستبداد! هذا الکلام يمکن سحبه على الشعب الايراني الذي قام بثورة عظيمة في أواخر العقد السابع من الالفية الماضية وأسقط من خلالها النظام الملکي الديکتاتوري، لکن مع تمکن التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية لأسباب مختلفة من مصادرة الثورة وجعلها ذات طابع ديني متطرف بحت، فإن الشعب الايراني وجد نفسه في مواجهة‌ الديکتاتورية ذاتها ولکن تحت غطاء ديني، وبطبيعة الحال لم يکن من السهل على الشعب الايراني القبول بالنظام الديکتاتوري مرة أخرى والرضوخ له.
کشف الماهية الحقيقية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه، مهمة إضطلعت بها منظمة مجاهدي خلق ودفعت ولاتزال تدفع ثمنا باهضا لذلك، ويکفي أن نعلم بأن النظام يعتبرها عدوته اللدود ويحکم بالموت على کل من ثبت إتصاله بها حتى لو کان مجرد تبرع بسيط لها، لکن کشف النظام على حقيقته وإثبات کونه يستخدم الغطاء الديني لتبرير ماهيته وطابعه الديکتاتوري القمعي، کان له أبلغ الاثر في إذکاء روح النضال والمواجهة لدى الشعب الايراني ضد الظلم ولطغيان، وإن إندلاع العديد من الانتفاضات وآلاف التحرکات والنشاطات الاحتجاجية ضد النظام، قد أثبت حقيقة أن مستقبل هذا النظام لن يختلف في النتيجة عن عن مستقبل سلفه نظام الشاه.
تمکن النظام لأسباب مختلفة من قمع الانتفاضات السابقة ضده وبقائه وإستمراره في الحکم، إتخذه کذريعة للدلالة على قوته ومناعة وإستحالة أن يتم إسقاطه، وقد قام بتلقين وسائل الاعلام والاقلام الممولة لصالحه بهذه الکذبة وذلك من أجل إخماد جذوة الروح النضالية لدى الشعب الايراني، غير إنه قد فشل فشلا ذريعا وبشکل خاص عندما إندلعت إنتفاضة 16 سبتمبر2022، ولاسيما مع حالة الانهيار المعنوي التي بدأت تبرز على أجهزته القمعية وحالة الخوف والذعر من جموع الشعب الغاضب.
فشل النظام في إخماد الانتفاضة يعود لأسباب عديدة ولکن من أبرزها الدور الهام الذي قامت به الشبکات السرية لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران وبشکل خاص منذ عام 2014، ودور ونشاط هذه الشبکات التي أصبحت فيما بعد إنتفاضتي أواخر عامي 2017 و2019، تحمل اسم وحدات المقاومة التي صارت مهمتها الاساسية العمل على بقاء وإستمرار جذوة النضال والمواجهة الشعبية ضد النظام والعمل من أجل تطويرها خصوصا بعد أن تمادى هذا النظام في ڤلمه وجروته وتجاوز کل الحدود مما لم يعد أي شئ ينفع معه سوى إسقاطه، وإن الدور الذي لعبته وتلعبه في الانتفاضة الحالية مسهود ويشار له بالبنان خصوصا وإن النظام يرکز على منظمة مجاهدي خلق ودورها وتأثيرها في الانتفاضة، غير إن الحقيقة التي صارت تصيب النظام بالجزع هي إن الشعب الايراني قد قال کلمته في 16 ستمبر2022، والتي تٶکد على إن إسقاط النظام هو الخيار الوحيد الذي لابد منه، وهو نفس الخيار الذي أکدت عليه مجاهدي خلق طوال العقود الاربعة الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى