ورطة النظام الايراني الکبرى مع الشعب والمقاومة الايرانية
وكالة سولا برس – سلمى مجيد الخالدي: هناك ترکيز غير عادي على الازمة الامريکية ـ الايرانية وتداعياتها ومع إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يوحي بأن المواجهة المتوقعة مع أمريکا هي الخطر والتهديد الاکبر المحدق ومع أخذنا مدى التهديد والخطورة بنظر الاعتبار، لکنه لايمکن أن يصل الى مستوى وحجم التهديد الذي مثله ويمثله الشعب الايراني والمقاومة الايرانية بالنسبة لهذا النظام خصوصا وإن مراجعة 4 عقود والاخطار والتهديدات التي حدقت به يتبين بأن النظام کان يشارف على السقوط عندما يواجه خطرا وتهديدا من جانب المقاومة الايرانية وخصوصا عندما واجه جيش التحرير الوطي الايراني وأعلن النفير العام وهو أمر لم يحدث مع أي تهديدا آخر،
کما إنه واجه خطر السقوط أيضا عند إندلاع إنتفاضة شعبية کما کان الحال مع إنتفاضة عام 2009 وإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، والدور البارز والقيادي للمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق فيهما، إذ لم يصل به الحال الى التهديد بالسقوط عند مواجهته الاخطار الخارجية، ولذلك يجب أخذ هذه النقطة بنظر الاعتبار عند التحدث عن الازمة الحالية للنظام.
الاحداث والتطورات المرتبطة بالنظام الايراني مع إنها تمر بسرعة وتترك عليه تأثيرات قوية ، لکن تأثير العامل الخارجي يصبح أقوى وأکبر تأثيرا على النظام عندما يکون متزامنا مع وجود العامل الداخلي المٶثر على النظام، إذ إن خوف النظام الايراني الاشد هو من التحرك والرفض الداخلي لأنه يعلم بأن بقاءه وإستمراره يرتبط أکثر من أي شئ آخر، وخلال شهر أبريل/نيسان المنصرم، حدثت 208 مظاهرات على الأقل في إيران ضد النظام، بينما حاول النظام بقمع المواطنين المتظاهرين، منع المزيد من الاحتجاجات. في الأسبوع الأول من شهر مايو(أيار)، خرج المعلمون والمدرسون الإيرانيون في أكثر من 35 مدينة في مظاهرات في وقت واحد رغم اعتقال زملائهم وحبسهم وطالبوا بالإفراج عن السجناء السياسيين. المشکلة إنه حتى خلال الشهر الحالي فإن الاعتراضات والتظاهرات الشعبية التي ترافقها نشاطات معاقل الانتفاضة من أنصار منظمة مجاهدي خلق مازالت تتصاعد بصورة ملفتة للنظر، إذ أنه و في الأول من مايو / أيار، قام العمال في طهران وعدة مدن أخرى بتنظيم مظاهرات احتجاجية في إيران على الرغم من هجوم قوات الأمن عليهم ورفعوا شعارات ضد النظام. كما أن الوضع الاقتصادي المتدهور للنظام ليس خافيا على أحد،
ومعدل التضخم في إيران الآن 51 في المائة. وبطبيعة الحال فإن المعاني المتداعية عن هذه التظاهرات ذات مغزى عميق فهي تٶکد للعالم بأن الشعب الايراني ليس لايقف في صف النظام وإنما ضده ولايهتم بمايثيره النظام من ضجة بسبب من أزمته الحالية مع الولايات المتحدة الامريکية. والملفت للنظر هنا إن المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق التي تشکل قوة تأثير نوعية على النظام داخليا فإنها تلعب نفس الدور ضده على الصعيد الخارجي، خصوصا وإنها تستعد خلال الشهر القادم لتنظيم تظاهرات واسعة النطاق يشارك فيها الالاف من أبناء الجالية الايرانية في کل من بروکسل وواشنطن وبرلين لإيصال صوت الشعب الإيراني إلى العالم والدعوة إلى وقف سياسة الاسترضاء الأوروبية وأي نوع من منح الفرصة لهذا النظام الآيل للسقوط. النظام الذي هو السبب الرئيسي لتدمير إيران ونشر الحروب والدمار في الشرق الأوسط.