ضرورة تعامل بلدان المنطقة مع طهران وفق ماتفعله وليس ماتقوله!

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

دعوات السلام والتعاون بين بلدن المنطقة ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي صارت من مقومات السياسة الخارجية المتبعة وخصوصا بعد خطاب خامنئي بمناسبة بداية السنة الايرانية الجديدة وهذه السياسة نهج يکاد أن يعتمد عليها هذا النظام کليا ولاسيما بعد”إضطراره” مجبرا بحکم الاوضاع المضطربة التي يعاني منها بعد إنتفاضة سبتمبر2022، لکن من الواضح جدا إن هذه السياسة ليس بالامکان أن تنفع هذا النظام بشئ ولاسيما بعد أن أعلن الشعب الايراني موقفه الصريح من النظام فيها وطالب بإسقاط النظام برمته ورفض کل الخەارات والحلول الاخرى.
هذا النظام الذي يظهر عليه علامات الهزال وتنخره الازمات الحادة من الداخل وتسلبه کل معالم ومظاهر القوة، يمکن إعتبار السياسة الجديدة التي يتبعها بعد الانتفاضة بمثابة الدليل والمٶشر الاکبر على شعوره وإحساسه بالضعف وسعيه من أجل تدارك ذلك لإلتقاط أنفاسه، خصوصا وإن إنتفاضة سبتمبر قد شارکت فيها منظمة مجاهدي خلق بصورة فعالة من خلال وحدات المقاومة التابعة لها، حيث أصابت النظام بذعر شدي ولاسيما عندما ظهر التعاون والتلاحم والتنسيق بين الشعب الايراني وبين وحدات المقاومة علب أفضل مايکون.
لجوء النظام النظام الايراني للتظاهر بإتباع نهج مسالم يعمل من أجل السلام والامن في المنطقة يأتي کسعي أکثر من واضح لهذا النظام من أجل التغطية على کراهية الشعب للنظام وسخطه وغضبه من سياساته غير الحکيمة وتصاعد کراهية الشعوب العربية والاسلامية لدوره المشبوه وتإييدهم لمقاطعته ومواجهته ووضع حد لتدخلاته السافرة، بالاضافة الى مايتم تأکيده عن دوره في تغذية التطرف الديني والارهاب وتوجيههما، جعله نظاما مشبوها وممقوتا على حد سواء وإن الاسباب الموجبة لفرض المزيد من العزلة عليه تتزايد يوما بعد يوم وجاءت الانتفاضة لتمنح شرعية أکبر للتغيير السياسي الجذري في إيران و إسقاط النظام، ولاريب من إن إنتفاضة سبتمبر2022، قد أفقدت النظام شرعيته بصورة کاملة بعد أن أعلن الشعب رفضه للنظام وإصطفافه ووقوفه في جبهة متراصة.
الدور المشبوه لهذا النظام في المنطقة بشکل خاص، والذي ألحق ويلحق أضرارا کبيرة بمصالح شعوب ودول المنطقة ويٶثر سلبا عليها، لم يعد هنالك من مجال ووقت لتجاهله والسکوت عليه والانخداع بتظاهر النظام بالمسالمة والجنوح للوداعة، فإنه من الضروري جدا عدم إنخداع بلدان المنطقة بهذه السياسة الجديدة للنظام والتي تأتي في فترة هي من أسوء الفترات التي واجهها منذ تأسيسه، خصوصا وإن إنتفاضة سبتمبر2022، والتي هي بمثابة تطور إستثنائي نوعي على صعيد الاوضاع في إيران، من المهم أن تهتم بها دول المنطقة وتوليها عناية خاصة، لأنها قد رسمت طريق الشعب الايراني للمستقبل وعلى دول المنطقة أن تتصرف وتتعامل مع الملف الايراني وفق الابجديات التي طرحتها وحددتها هذه الانتفاضة، بل وإن الاهم من ذلك هو إنه من الضروري جدا تعامل بلدان المنطقة مع النظام الايراني وفق مايفعله على الارض وليس مايقوله ويدعيه ککلام ليس إلا جعجعة ولاشئ غير ذلك!