Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

إعتراف بالسادية أم ماذا؟

سعاد عزيز
صوت كوردستان – سعاد عزيز: أعلانات بيع أعضاء الجسد والاطفال الخدج والبنات صارت متداولة بصورة وأخرى في إيران على الجدران وصفحات الجرائد والمجلات وعبر الشبکة العنکبوتية، وهذه الظاهرة التي تترسخ يوما بعد يوم، تتفاقم مع تأزم الاوضاع الاقتصادية والمعيشية ووصولها الى منعطف بالغ الخطورة ولاسيما بعد أن بات أکثر من نصف الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر ويواجهون أوضاعا بالغة السوء على مختلف الاصعدة ويجب أن لاننسى أبدا بأن القادة والمسٶولون الايرانيون قد إعترفوا بأنفسهم بأن سبب الانتفاضة الاخيرة کان سوء الاوضاع الاقتصادية التي طالما وعدوا بتحسينها ولکن من دون جدوى.

في ظل هکذا أوضاع ومع إشتداد حالة التأزم غير المسبوقة التي يواجهها النظام الايراني، ولاسيما بعد الآثار والتداعيات الکبيرة للعقوبات الامريکية، ومع کل التحذيرات المنطلقة من جانب قادة ومسٶولين إيرانيين من إحتمال إندلاع إستثنائي للإنتفاضة بسبب الاوضاع السلبية السائدة، فإنه وبدلا من أن يتم العمل من أجل إصلاح الاوضاع والتصدي لها بما يخدم مصلحة الشعب الايراني، فإن رجل الدين، صديقي، ممثل المرشد الاعلى في طهران ولدى زيارته لأصفهان خلال الايام الماضية أطلق تصريحات غريبة من نوعها وملفتة للنظر الى أبعد حد، فقد قال بأن”العدو يسعى للقضاء على النظام”، وأضاف وهو يٶکد على إن النظام لايأبه ويکترث لما يعانيه الشعب من فقر ومجاعة وحرمان قائلا:” نحن لم نقدم الدم من أجل البطون”!

کل الانظمة السياسية في مختلف دول العالم تبذل مافي وسعها وتحاول بشتى الطرق والاساليب من أجل خدمة شعوبها والترفيه عنهم وتحسين أوضاعهم المعيشية على أفضل مايکون ولکن صديقي هذا يقول”نحن لم نقدم الدم من أجل البطون”، إذن ماهو سبب إراقتکم للدماء؟ ولماذا أزهقتم أرواح أبناء الشعب الايراني إن لم يکن من أجله؟ هذا الکلام بطبيعة الحال ليس إعتباطيا ولاهو بزلة لسان أو کلام عرضي، بل هو إعتراف بسادية النظام وحقيقة إنه يقوم بکل شئ من أجل مصلحته الخاصة وليس أي شئ آخر.

کل الحروب والازمات والمواجهات والفتن التي أثارها النظام الايراني في بلدان المنطقة، وقبل البرنامج النووي والصواريخ الباليستية وحملات القمع والاعدامات، کلها کانت ولازالت من أجل مصلحة النظام وضمان بقاءه وإستمراره، وليس من الغريب أن يٶکد صديقي”نحن لم نقدم الدم من أجل البطون”، ذلك إن الفقر والجوع والحرمان الذي يعاني منه الشعب الايراني، ليست بمشکلة بالنسبة للنظام القائم أساسا على قمع الشعب وإستغلاله، وإن المقاومة الايرانية عندما کانت تٶکد على الدوام بأن هذا النظام يسعى لإفقار الشعب وتجويعه، فقد جاء هذا التصريح بمثابة إعتراف صريح بذلك وقبل ذلك إعتراف بسادية النظام الذي يلتذ بإراقة الدماء

 

زر الذهاب إلى الأعلى