نظام يکافئ المجرم ويقتل البرئ
وكالة سولا برس – هناء العطار: بعد أن قام المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتنصيب الجزار أبراهيم رئيسي، عضو لجنة الموت سيئة الصيت التي قادت 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق في عام 1988، الى المشانق، کرئيس للسلطة القضائية، قام أيضا بتقليد الارهابي المجرم قاسم سليماني وسام “ذو الفقار” الذي يعتبر أرفع وسام عسكري في البلاد على الإطلاق. سليماني کان له دور في المجازر التي إرتکبت ضد سکان أشرف وليبرتي کما کان له دور ولايزال في الجرائم والمجازر والفتن التي تم إرتکابها بحق شعوب المنطقة من جراء التدخلات السافرة للنظام الايراني فيها.
الإصرار الملفت للنظر للنظام الايراني على مکافأة وتقدير قادته من الذين تلطخت أياديهم بدماء الشعب الايراني وشعوب المنطقة، بمثابة رسالة تحد للعالم وتمادي سافر على الاستخفاف بکل القيم والقوانين الدولية والتمسك بنهجه الدموي الاستبدادي المعادي للإنسانية، والذي يلفت النظر کثيرا هو إن هذا الاصرار يأتي في وقت يواجه هذا النظام رفضا متصاعدا ضده ليس في إيران لوحدها وإنما في العالمين العربي والاسلامي وعلى الصعيد الدولي أيضا، وهوە مايدل على إن النظام يخوض صراعا لن تکون نهايته لصالحه أبدا، غير إنه مضطر الى ذلك لأنه لايملك أي بديل آخر.
مايفعله النظام الايراني ولاسيما شخص المرشد الاعلى تصرف لايجب الاستغراب منه إطلاقا، ذلك إنه يعلم جيدا بأن قادة النظام وهو بنفسه شخصيا مطلوبون للعدالة وإن الشعب الايراني يعد الايام من أجل أن يقوم بسحبهم واحدا واحدا کي ينالوا جزائهم العادل، فهو عندما يبادر الى تکريم ومکافأة المجرمين إنما لکونه يخاف المصير الاسود الذي ينتظره بالقصاص، وهو يفعل ذلك من أجل بعث شئ من الامل والطمأنينة في المعنويات المنهارة لأفراده وجلاوزته ولأذرعه العميلة في المنطقة، وهو تصرف يٶکد في حقيقته مدى شعور هذا النظام بالخيبة والاحباط لأنه يعلم جيدا بأن آماله في البقاء والاستمرار قد صارت مستحيلة وأن أيامه صارت معدودة وهو من أجل ذلك يقوم بهکذا تصرفات تماما مثل التصريحات العنترية التي يطلقها قادة النظام والتي تدل على الضعف وليس على القوة کما يتصور.
لابد للعدالة أن تأخذ مجراها ولابد لکل القادة والمسٶولين الايرانيين الذي تلطخت أياديهم بدماء أبناء الشعب الايراني ولاسيما أولئك الذين ناضلوا من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، أن يدفعوا ثمن کل تلك الجرائم وإن الشعب الايراني والعالم يتطلع الى ذلك اليوم الذي بات قريبا جدا.