Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

مع الصفقة أو بدونها

منى سالم الجبوري
صورت كوردستان – منى سالم الجبوري: بعد أن کانت الضغوط الامريکية على إيران تتجه أکثر بمنحى إقتصادي، فإن التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الامريکية مايك بومبيو والتي أکد فيها بتورط القادة والمسٶولين الايرانيين ومن ضمنهم الرئيس الايراني روحاني في شن الهجمات الارهابية الى جانب إدراج الحرس الثورية الايراني ضمن قائمة المنظمات الارهابية من جانب الولايات المتحدة الامريکية، فإن ذلك يٶذن بتطور نوعي في المواجهة الامريکية ضد طهران والتي صارت تسير بسياق تصعيدي من شأنه أن يضيق الخناق على إيران أکثر من أي وقت مضى.

هذه التطورات الجديدة التي من شأنها أن تضع طهران في زاوية أضيق کثيرا من الفترات السابقة وتقلل من فرص مناوراتهم ولعبهم على الحبال، تأتي متزامنة مع أنباء وتقارير متباينة بشأن إن طهران تسعى عبر طرق وقنوات مختف للتفاوض مع واشنطن والسعي من أجل تدارك الموقف، ومع إن هناك من يعتقد بأنه قد يجنح النظام للتناغم مع المطالب الامريکية وقد يقدم مجبرا تنازلات غير منتظرة ويعقد صفقة مع واشنطن، لکن المشکلة هو إن الحالة والاوضاع السائدة في إيران تختلف تماما عن الفترة التي تم بعدها عقد الاتفاق النووي، خصوصا وإن وعي الشعب الايراني قد صار مختلفا عن الاعوام السابقة وإنه”أي الشعب الايراني”، لم يعد يرضى بأن يتم إعادة الروح للنظام وجعله يقف على قدميه ويعود لسابق عهده في التصرف معه، خصوصا وإن دور ونشاط المعارضة الايرانية النشيطة في داخل إيران والمتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق قد تصاعد بصورة ملفتة للنظر، ولهذا فإن مبادرة طهران لتقديم تنازلات من أجل کبح جماح الشعب الايراني والمعارضة الوطنية المتحالفة معه من أجل الحرية والديمقراطية، لايمکن التصور بأن الشعب الايراني والمعارضة الايرانية سوف تتخذ موقفا متجاهلا تجاهه کما حدث مع الاتفاق النووي في عام 2015 والذي لم يخدم إلا مصالح النظام وکان على حساب الشعب.

مسار الاوضاع والتطورات في إيران حاليا والذي يسير بخطى متسارعة وغير مسبوقة بحيث لايمکن وصفه ومقارنته بأي فترة سابقة، خصوصا وإنه يسير ولأول مرة بإتجاه لايتفق مع مصالح وتوجهات طهران بالاخص بعد قرار تصنيف الحرس الثوري الايراني ضمن قائمة الارهاب من جانب واشنطن، وأکثر شئ يلفت النظر إن الشعب الايراني صار ينتظر ويتوقع التغيير في إيران خصوصا بعد أن صارت الاجواء والاوضاع کلها ملائمة ومناسبة لحدوث التغيير في هذا البلد، وإن الذي لابد من قوله والتأکيد عليه هو إن الشعب الايراني لايمکن أبدا أن يقبل ببقاء الاوضاع على ماعليها في إيران سوءا تمت تلك الصفقة المزعومة أو بدونها.

زر الذهاب إلى الأعلى