نظام مريض!!
وکاله سولا برس – عبدالله جابر اللامي: صراع ممتد لأکثر من 40 عاما بين منظمة مجاهدي خلق، وبين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي شهد فصولا دامية وفريدة من نوعها لم يسبق وإن شهدت أية حرکة سياسية مناضلة من أجل الحرية والديمقراطية ضد نظام ديکتاتوري المعاصر نظيرا ومثيلا لها، وإن مجزرة صيف عام 1988،
التي ذهب ضحيتها أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، أحد النماذج الحية بهذا الخصوص، وعلى الرغم من إن النظام الايراني لم يقصر أبدا في اللجوء الى مختلف الاساليب والطرق المغالية في دمويتها المفرطة، لکن الذي أذهل هذا النظام وأفقده ويفقده صوابه هو ليس صمود المنظمة أمام النظام وإنما حتى قدرتها غير العادية على إدارة الصراع ضده وحصره في زاوية ضيقة.
الاعترافات المختلفة التي توالت خلال الاعوام الماضية من جانب القادة والمسٶولين في هذا النظام بخصوص الدور والتأثير الذي مثلته وتمثله مجاهدي خلق على الاوضاع في إيران وکونها القوة الاکبر والاکثر فعالية وتأثيرا على النظام وعلى المشهد الايراني عموما، لم تتوقف بل وإن الملفت فيها للنظر إنها تتزايد عاما بعد عام بما يٶکد ذلك وإن ماقد أکده مسٶول حکومي يدعى ماندکاري بوجود الاختلاسات والتمييز والبطش والاضطهاد في نظام ولاية الفقيه قائلا: «حصلت مشكلات في هذا النظام على مدى أربعين عاما من حيث الإدارة الاقتصادية والثقافية وهناك اختلاس و التمييز والظلم. “، يثبت حقيقة فساد وعدم صلاحية هذا النظام لکي يدير أمور وشٶون الشعب الايراني کما أکدت وتٶکد منظمة مجاهدي خلق ولکن الذي يثير السخرية والتهکم هو إن هذا المسٶول يقوم بالربط بين تلك المشاکل والاوضاع المزرية التي يعاني منها هذا النظام بسبب أخطائه وفشله في الحکم وبين صراعه ضد مجاهدي خلق عندما يضيف:” أيها الناس، الجمهورية الإسلامية تواجه اليوم مشكلات وتعاني من مشاكل مرضية اقتصاديا وثقافيا وإداريا ، لكن لا تقلقوا. منذ 40 عاما ، الجمهورية الإسلامية تصارع منظمة مجاهدي خلق لكنها لم تسقط. لا تقلقوا أخذوا منا 17 آلف شهيد ولكننا مازلنا واقفين على أقدامنا”، ذلك إن النظام يسعى ويجاهد من أجل بقائه وإستمراره فيما تخوض النضال الصراع ضد النظام من أجل الحرية والديمقراطية وإزاحة هذا الکابوس المظلم عن إيران، وإنه عندما يشير الى أن النظام وطوال 40 عاما من صراعه ضد المنظمة لم يسقط فإنه يعترف بالثقل والتأثير الکبير الذي باتت المنظمة تشکله على النظام، ولکن أهم مافي کلام ماندکاري هو إعترافه بأن النظام مريض، وهو مريض فعلا ولکن أي مرض؟ إنه مرض الموت الذي ليس بعده من مرض!
images/stories/2019/Arabic/iq-2/2019-11-28__najaf_iranian_consulate.png