فلاح هادي الجنابي -الحوار المتمدن: بعد سياسة مشبوهة لنظام الملالي طوال العقود الاربعة الماضية والتي روجت للمشروع القرووسطائي لهم بإقامة إمبراطورية دينية متطرفة والتي ساهمت في وخامة أوضاع الشعب الايراني وفي التأثير السلبي على السلام والامن والاستقرار في المنطقة، يجد هذا النظام من جراء الآثار والنتائج والتداعيات المختلفة لتلك السياسة نفسه في ورطة فريدة من نوعها، الى الحد الذي يمکن إعتبارها صالحة لتکون مضربا للأمثال، إذ أن النظام محاط من کل الجوانب بأسباب السقوط والانهيار.
الورطة التي يواجهها نظام الملالي حاليا، هي ورطة لايحسد عليها أبدا لأنها تٶکد حقيقة مرة جدا وهي إنها”أي الورطة” ليست مثل الورطات السابقة التي کانت أسباب التملص منها أو الهروب للأمام بفعل سياسة الاسترضاء الغربية الغبية قائمة، ولکن وبفعل الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي والعقوبات التي أعقبتها ووضع حرس الملالي ضمن قائمة الارهاب وتزايد إحتمالات إندلاع الانتفاضة بأقوى من السابق، فإن النظام لايجد أمامه أي منفذ لکي ينجو أو يخرج من هذه الورطة القاتلة.
التبجحات والتصريحات العنترية الفارغة التي صارت تتکرر بصورة غير عادية، تثير السخرية والتهکم من جانب أوساط الشعب الايراني ويرى فيها مواقف تعکس حالة الخوف والهلع للنظام من مختلف الظروف والاوضاع المحيطة به، وهي لاتساهم إطلاقا في درء الاخطار والتهديدات عن النظام، بل إنها فقط للإيحاء بأن النظام لايزال يقف على قدميه من أجل رفع معنويات جلاوزته وقواته المنهارة في الداخل وعملائه ومرتزقته في بلدان المنطقة والعالم.
الازمة الاقتصادية بالغة الخطورة التي تواجه نظام الملالي تعکس وتجسد الجانب الاخطر من ورطته ذلك لأنه کان دائما يعتمد على إيرادات البترول المصدر من أجل تنفيذ مخططاته وتقوية أجهزته القمعية وتمويل شبکاته وأذرعه الارهابية، لکن وبعد تصفير تصدير النفط الايراني وسعي الولايات المتحدة لمتابعة ذلك والتدقيق فيه إضافة الى أن بلدان العالم صارت تتجاوب مع العقوبات الامريکية بشأن تصفير النفط مما يجعل المستقبل أکثر ظلمة بالنسبة للنظام ويضعه في موقف صعب جدا بحيث لايمکنه أن يعالجه کما کان الحال في مواقف أخرى.
الشعب الايراني الذي مل من هذا النظام ومن کل مايتعلق به وخصوصا بعد أن قاد الشعب والبلاد الى هذا المنعطف الخطير والاستثنائي والذي يٶکد فشل وإخفاق نهجه جملة وتفصيلا وإن الذي يلفت النظر کثيرا هو إن المقاومة الايرانية أيضا تتربص بالنظام وتقف الى جانب الشعب الايراني لکي توجه ضربتها القاصمة القاضية ضد هذا النظام القمعي.