نظام الملالي من دون صمام أمان
N. C. R. I : لم يمر عام أسوأ من العام الحالي بالنسبة لنظام الملالي من حيث النکسات والهزائم والتراجعات والخيبات المختلفة التي مني بها، ولاريب من إن هناك إجماع بين قادة ومسٶولي النظام بهذه الحقيقة المرة والانکى من ذلك إن القادم سيکون ومن دون أدنى شك أسوأ بکثير، ولو قمنا بإلقاء نظرة على النظام من مختلف الجوانب لوجدنا بأنه لايوجد جانب بل وحتى زاوية أو رکن من هذا النظام لم يتجرع کأس الاخفاق ومرارة الخيبة.
خلال الاعوام السابقة وبالاخص قبل وعشية وبعد الاتفاق النووي في عام 2015، کان النظام يتحدث علنا بأن حدوده تجاوزت العراق ووصلت الى البحر المتوسط والبحر الاحمر، وکن يطلق تهديداته يمنة ويسرة ويتمختر وکأنه ضمن مستقبله خصوصا وإن ذلك الاتفاق الهزيل قد منح النظام ماکان لم يطرأ على باله يوما ولاحتى کان يحلم به، لکنه وبعد الانسحاب الامريکي من هذا الاتفاق وفرض العقوبات عليه حيث أثرت على أوضاعه من کل النواحي وإندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017 ومن بعده إنتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني ومن ثم إندلاع إنتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني2019، للشعب الايراني، کل هذه التطورات جعلت النظام يجد نفسه محصورا في زاوية ضيقة ولاسيما بعد أن تم توجيه ضربتين قاصمتين له، الاول المواجهات الشجاعة والباسلة للشباب الايراني مع الاجهزة القمعية للنظام الايراني وهو يجسد أکبر تحد نوعي للنظام لأنه في الاساس يعتبر إمتداد للاسلوب النضالي لمدرسة مجاهدي خلق السياسية ـ الفکرية، أما الثاني فقد کان إضطرار عادل عبدالمهدي المنصوب من قبل خامنئي کرئيس وزراء للعراق الى الاستقال خانعا ذليلا أمام الانتفاضة العراقية الشجاعة.
الاوضاع الداخلية المزرية في إيران والضربات التي تلقاها ويتلقاها من الشباب الايراني ومن معاقل الانتفاضة البطلة والجسورة، جاءت إستقال عبدالمهدي من منصبه لتٶکد بأن نظام الملالي لم يعد يمسك بزمام الامور في العراق کما کان خلال الاعوام السابقة، وإن العراق لم يعد کجبهة أمامية أو کحديقة خلفية أو کعمق استراتيجي له بعد أن صار الشعب العراقي بکل مکوناته وفي مقدمتهم الشيعة يرفضون دور وتدخلات هذا النظام المجرم الذي لم تذق شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الايراني طعم الراحة والاطمئنان منذ اليوم الاسود الذي تأسس فيه، وهذا يعني بأن الرفض والکراهية ضد نظام الملالي قد باتت شعوب المنطقة کما الشعب الايراني تترجمه عمليا على أرض الواقع، وإن ماقد تنبأت به وتوقعته ودعت إليه منظمة مجاهدي خلق بحتمية إصطدام شعوب المنطقة مع نظام الملالي تماما مثل الشعب الايراني، نراه اليوم فعليا في إيران والعراق ولبنان والاهم من ذلك إن شعوب وبلدان المنطقة والعالم تقف مٶيدة لهذه الانتفاضات وترحب بها بکل حرارة وتعقد عليها الامال للتأسيس لمستقبل أفضل لإيران والمنطقة والعالم لأن هذه الانتفاضات بمثابة المسامير التي تدق في نعش هذا النظام وتعلن نهايته للعالم أجمع.