Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

إيران على أبواب التغيير

سعاد عزيز
دنیا الوطن – سعاد عزيز: من المستحيل أن تستمر الانظمة الديکتاتورية مهما إتبعت من أساليب وطرق ومهما حصلت على مظلات ورکائز تضمن لها التغطية على جرائمها ومجازرها، وإن تمادي هذه الانظمة في ممارساتها القمعية وإرتکابها المجازر المروعة لايمکن أبدا أن يضمن لها البقاء والاستمرار بل إنها تقترب خطوات وخطوات من قبرها الذي تحفره بيديها من خلا ظلمها وجبروتها المرتکب بحق الشعب.

التطور والتقدم الانساني وزيادة وعي الشعوب، جعلت من النظم الديکتاتورية حالة مرفوضة ولايمکن التعايش معها، خصوصا عندما تجعل هذه الانظمة شعوبها في خدمة مخططاتها وأهدافها الخاصة المتقاطعة مع مصالح شعوبها، ولاغرو من إن تآکل النظم الديکتاتورية وسيرها نحو الانقراض حتمية تأريخية وحضارية في نفس الوقت لايمکن أبدا الوقوف بوجهها، إذ إن هذه الانظمة صارت إستثناءا وصارت إرادة الشعوب وحرياتها هي القاعدة، وکلامنا هذا يدور حول نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تلقى بالامس القريب القرار الاممي ال66 ضد إنتهاکاته لحقوق الانسان وقمعه للشعب الايراني کصفعة إنسانية أخرى على وجهه.

صحيح أن هناك فترات أثناء نهضة وإنتفاضة الشعوب بوجه الانظمة القمعية، أن تتمکن الاخيرة بفعل نهجها وتعاملها الوحشي الدموي مع المنتفضين أن تهدأ الانتفاضة قليلا أو لفترة معينة، ولکنها سرعان ماتعود، خصوصا في هذا العصر الذي تم فيه إختصار المسافات و الزمن و صار العالم کله أشبه بالقرية فمن الصعب جدا أن يجبر شعب على البقاء خاضعا لنير الديکتاتورية کما في الحالة الايرانية فالنظم الديکتاتورية ومهما بلغت فإنها ستسير عاجلا أم آجلا نحو الانقراض أما الشعب فإنها ستنهض من جديد لبناء غدها، ولعل ماجرى و يجري في الانتفاضة الشجاعة الاخيرة للشعب الايراني من أحداث و تطورات، تؤکد للعالم کله من إنه لايمکن أبدا لوي ذراع الشعوب، وإن نظاما إستبداديا فريدا من نوعه کنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يقف اليوم على برکان من السخط والغضب والذي إنفجر بوجهه في 15نوفمبر/تشرين الثاني2019، لم يتمکن النظام من السيطرة عليها وحسم أمرها رغم إعتقاله أکثر 12000 آلاف وقتله أعدادا منهم تحت التعذيب، إذ إستمرت وتستمر الانتفاضة في صورة الاحتجاجات المتواصلة مضافا إليا نشاطات معاقل الانتفاضة،

ذلك إن الشعب الايراني وبعد أن أکد رفضه وکراهيته الکاملة للنظام ورغبته القاطعة في إسقاطه، فإنه قد أعلن إستحالة إستمرار المعادلة السلبية القائمة بينه وبين النظام طوال أکثر من 40 عاما، بل وإن دخول منظمة مجاهدي خلق الخصم والغريم الاکبر للنظام کطرف أساسي في الانتفاضة وترديد الشعب لشعاره المرکزي بإسقاط النظام، تأکيد على إن الامور باتت تسير بسياق مختلف تماما عن الحالات السابقة، خصوصا وإن کل الظروف والاوضاع في داخل وخارج إيران وحتى داخل النظام نفسه صارت مهيأة لإحداث عملية التغيير الجذرية التي لامناص منها أبدا بل إنها على أبواب التغيير فعلا، خصوصا بعد مقتل قاسم سليماني الذي کشف النظام على حقيقته وأظهر مدى وضعه الهش وکيف إنه إعتمد ويعتمد على القمع والارهاب والجريمة المنظمة من أجل بقائه وإستمراره.

زر الذهاب إلى الأعلى