Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

سفينتهم والطوفان القادم

سعاد عزيز
صوت کوردستان – سعاد عزيز: ليس هناك من نظام سياسي غريب وفريد من نوعه کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي هو خليط ومزيج غير عادي من الحالات المتضادة والمتناقضة

لکن أهم ميزة له يجب الانتباه لها دائما هي إن هذا النظام يعمل کل مامن شأنه من أجل ضمان بقائه وإستمراره في الحکم حتى لو کان على حساب ليس مستقبل بل وحتى مصير الشعب الايراني نفسه وإن مزيج وخليط التناقضات الذي يکون هذا النظام يتفقون دائما على العمل من أجل بقاء النظام وإستمراره لأنهم يعلمون جيدا بأن سقوطه وإنهياره سيضعهم کلهم أمام العدالة من أجل محاسبتهم عن کل ماإرتکبوه طوال 41 عاما من حکمهم القمعي الاستبدادي.

الفترة الحالية التي يمر بها النظام الايراني والتي هي فترة بالغة الحساسية والخطورة ويلاحظ معظم المراقبون والمحللون السياسيون بکل وضوح الضعف والعجز الظاهر على النظام داخليا وإقليميا ودوليا، وإن الحديث عن إحتمالات إندلاع إنتفاضة شعبية حاسمة ضد النظام لايدور في أوساط الشعب والمقاومة الايرانية فقط بل وحتى داخل أوساط النظام وعلى أعلى المستويات، وفي هکذا أوضاع قلقة وحرجة فإن هناك مظاهر إختلاف وإنقسام واضح ليس بين جناحي النظام بل وحتى داخل الجناحين ذاتهما مما يدل على إن الاوضاع بالنسبة للنظام ليست على مايرام فقط بل وإنها لاتبشر بالخير أبدا، وهذا ماظهر في إجتماع البرلمان الايراني عند إستدعاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف حيث تجلى ذلك الامر واضحا.

الصراع والمواجهة المحتدمة بين الجناحين والذي تم لمسه بوضوح أثر حضور ظريف الجلسة العلنية لمجلس الشورى للنظام يوم الأحد، 5 يوليو / تموز، لتقديم تقرير حول قضايا السياسة الخارجية للنظام الإيراني، لكن نواب المجلس اتهموه بالخيانة والكذب. وقد قال عضو مجلس الشورى محمد نقد علي بعد انتهاء خطاب ظريف في المجلس وهو يوجه أصابع الاتهام بالخيانة ليس لظريف وحده وإنما لروحاني أيضا عندما قال: “أوجه الإخطار من المادة 152 من الدستور. زاد عدد الإخطارات الموجهة لظريف وتجاوز الحد، ويجب أن يكون قاضيا عادلا، وليس فقط السيد ظريف، ولكن أيضا يجب محاكمة السيد حسن روحاني بتهمة الخيانة التي ارتكبوها بحق هذا البلد”، وهذا مايدل على إن الاوضاع ليست على مايرام بالمرة خصوصا وإن الشعب يغلي غضبا والنظام يعلم ذلك جيدا ويتخوف منه کثيرا.

في تلك الجلسة البرلمانية، حيث إزدادت الهجمات غير المسبوقة على ظريف، فإن الذي لفت النظر هو رد ظريف الملفت للنظر على منتقديه ومايمکن أن يستخلص منه من معاني، حيث قال وهو يحذر جناحي النظام على حد سواء قائلا:” السياسة الخارجية ليست مسألة نزاعات بين الفصائل والجماعات. السياسة الخارجية هي في نطاق سلطة القيادة، والقيادة هي التي تحدد السياسات العامة للنظام في مجال السياسة الخارجية. نعلم أننا جميعا نجلس في سفينة واحدة، فنحن جميعا معا. إن الولايات المتحدة لا تعترف بالليبراليين أو الإصلاحيين أو الأصوليين أو الثوريين أو غير الثوريين. نحن جميعا على هذه السفينة معا.”، لکن ظريف أخطأ أو بالاحرى کذب في أمر واحد وهو إنه ليس الولايات المتحدة الامريکية فقط وإنما المجتمع الدولي بأسره لم تعد تعترف بلعبة الاصلاح والاعتدال والاصلاح وإنه يرى الجناحين کلاهما نفس المادة ونفس الطينة ويعبران عن النظام ذاته، تماما کما أکدت وتٶکد المقاومة الايرانية فقد إنتهت اللعبة ووصل النظام الى نهاية الخط وإن حديث السفينة هذه يأتي خوفا من الطوفان الکبير القادم والذي من المٶکد إن هذه السفينة الرثة المتآکلة لن تصمد أمامها أبدا!

زر الذهاب إلى الأعلى