Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

بل کل شئ ممکن

جواد ظريف
وكالة سولا برس – هناء العطار: عندما يقول وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، بأنه قد أجرى محادثات “مثمرة” مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وأضاف أنه من غير الممكن إعادة التفاوض على الاتفاق النووي. فإن هذا الکلام لايمکن حمله على محمل الجد، لأن القادة والمسٶولون الايرانيون قد عودوا العالم دائما على خطاب ويفاجئونه بآخر مناقض له!

ظريف عندما يقول بأنه من غير الممكن إعادة التفاوض على الاتفاق النووي، فإنه يعرف جيدا بأن کلامه هذا ليس إلا للإستهلاك الاعلامي وإن نظامه أولا وأخيرا سيضطر لإعادة التفاوض على الاتفاق النووي لأنه وفي نهاية المطاف وبسبب من الاوضاع والظروف المحيطة بهم لن يکون أمامهم من إتجاه إلا للسير بإتجاه إعادة التفاوض ولکن الذي يجب أن نلاحظه ونأخذه بنظر الاعتبار هو إن هذا النظام يسعى حثيثا من أجل الاستفادة من العامل الزمني الى أقصى حد على أمل أن يکون هناك من تطور قد يمد إليه حبل النجاة!

ليست المرة الاولى ولا الاخيرة التي يعرب فيها هذا النظام عن هکذا مواقف، ومن ثم يقوم بنقضها بنفسه، بل إن له تأريخ طويل في هذا المضمار، وهو يلعب على الاختلافات بين الدول وعلى الاحداث والتطورات والمتغيرات الدولية کي يجد من خلاله موقعا مناسبا له يضمن إستمراره الى إشعار آخر، لکن الذي يجب أن نلاحظه في جولة ظريف الاخيرة، هو إنه أينما ذهب في المتظاهرون الايرانيون من أنصار المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق يطاردونه بهتافاتهم وشعاراتهم التي صارت تلقى صدى في أوساط الاعلام العالمي وتجد لها آذان صاغية، إذ إن ظريف وفي الوقت الذي بدأ فيه زيارته لباريس فقد تظاهر المئات من الايرانيين الاحرار ضد زيارته وطالبوا بقطع العلاقات مع طهران ودعم احتجاجات الشعب الإیراني المطالبة بإسقاط النظام. وإن وسائل الاعلام العالمية صارت ترکز هذه التظاهرات وتجعل منها منطلقا لمحاورة وزير خارجية النظام الايراني کما حدث في السويد حيث إضطرت وزيرة خارجية السويد لعقد مٶتمرها الصحفي من دون ظريف.

ظريف عندما يتکلم عن عدم إمکانية إعادة التفاوض على لاتفاق النووي، يعلم جيدا بأن الايرانيين الاحرار الذي يستقبلون بالهتافات والشعارات الرافضة له ولنظامه، ليسوا يتظاهرون من تلقاء أنفسهم وإنما يعبرون عن موقف وإرادة الشعب الايراني الرافض لهم من الاساس والطامح الى إسقاطهم، بل إنه يعلم أکثر من ذلك بأن الشعب الايراني قد صار يقف حيپ تقف المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، وهو ليس في موقف ووضع بحيث يحدد ماهو ممکن وماهو غير ممکن، بل إن کل شئ ممکن لنظام صار يترقب وينتظر الاحداث والتطورات وليس يصنعها.

زر الذهاب إلى الأعلى