موعد مع النهاية
دنیا الوطن – سعاد عزيز: صار من الصعب إن لم نقل من المستحيل على القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يقنعوا العالم بشأن الاوضاع الداخلية في إيران ومن إنهم يمسکون بزمامها کما کان الحال طوال العقود الاربعة المنصرمة، إذ إن ثلاثة إنتفاضات غير عادية واجهت هذا النظام وأظهر للعالم کله الى أي حد بات الشعب الايراني ليس يرفض النظام فقط وإنما يرغب في إسقاطه ولعل ماجرى في الانتفاضة الاخيرة التي إندلعت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019،والتي إمتدت في سرعة قياسية الى أکثر من 191، خير مثال للتعبير عن موقف الشعب من هذا النظام.
هذا النظام وفي ظل الاوضاع التي صار يعيشها على أثر إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، قد أصبح على موعد في أية لحظة مع أزمة أو أزمات جديدة تضاف الى سجل أزماته المستفحلة والاهم من ذلك إنه في حالة ترقب وإنذار من إندلاع الانتفاضة مجددا ضده. ولاريب من إن هذا النظام الذي يواجهه أزمات غير مسبوقة ولايتمکن من إيجاد حلول لها أو معالجتها، ليس مربط الفرس، بل إن العقدة الاساسية هي إن هذه الازمات لها علاقة غير عادية مع مظاهر الاحتجاجات الحادة السائدة في إيران ومن إن بقائها يعني بقاء الاسباب الموجبة لإعادة سيناريوهات الانتفاضات ولکن بوقع أشد وأقوى،
مع الاخذ بنظر الاعتبار بأن النظام المتدثر بالدين لم يعد يمتلك القوة السابقة لمواجهة أية إنتفاضة عارمة جديدة إذا ماأخذنا المواقف الدولية التي بدأت تتصاعد حدتها ضد النظام ولم تعد کما کانتفي السابق الى جانب إن الاوضاع المختلفة للنظام داخليا لم تعد لصالحه إذ أنها قد تغيرت وأصابها وهن شديد يمکن لمسه بوضوح، مع ملاحظة إن السبب والعامل الرئيسي لأزمات النظام السياسية هو قيامه بصرف أغلب الميزانية على القمع الداخلي وعلى التدخلات في بلدان المنطقة ودعم المجاميع الارهابية والمتطرفة والسعي من أجل الحصول على الاسلحة الاستراتيجية، هذا إذا ماوضعنا الفساد الکبير المستشري في إيران بسبب الحکم نفسه جانبا. وفي ظل کل ذلك فإنه ليس هناك من أي دافع أو باعث للتعلق بالامال بإحتمال أن تتحسن الاوضاع ويتمکن النظام من إحتواء الاوضاع وإمتلاك زمام الامور کالسابق کما قد يتوهم البعض ويتصور.
إحتمالات تزعزع النظام الحاکم أکثر وغرقه في دوامة أزماته المستعصية وحلول نهايته هو الاکثر واردا في ظل ماقد أسلفنا ذکره من أن يقف على قدميه ولاسيما إذا أخذنا بالحسبان الظروف والاوضاع الدولية التي لم تعد في صالحه بل وإن هناك تشديد خارجي متزامن ومرافق للأوضاع الداخلية المتوترة أصلا من أجل إيصال الاوضاع الى الذروة التي هي أساس الخوف والرعب في الاوساط الحکمة في طهران حيث صاروا يعلمون جميعهم من إنهم على موعد من النهاية!