Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

مأزق أم ماذا؟

مأزق أم ماذا؟
وهذا وبإختصار شديد المأزق الذي يعيشه النظام الايراني حاليا!

صوت العراق – مثنى الجادرجي:

في خضم الاوضاع الصعبة التي يعاني منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الامرين، فإن أکثر مايلفت النظر هو إن هذا النظام وبقدر مايبذل مساعيه السرية الحثيثة من أجل تطوير برنامجه النووي وإنتاج السلاح الذري، فإنه وتزامنا مع ذلك يسعى من أجل العمل للتوصل الى إتفاق نووي مع الدول الکبرى وهذا المسعيان وکما يبدو واضحا فيهما أشد الوضوح إنهما متناقضان مع بعضهما، ذلك إن الاتفاق النووي الذي ترغب فيه الدول الکبرى وبشکل خاص الغربية منها إبرامه مع طهران، هو ذلك الذي يکفل لها تخلي إيران عن الجانب العسکري في البرنامج النووي.

النظام الايراني وبسبب من نهجه السياسي ـ الفکري وإصراره على إبقاء دوره ونفوذه المشبوه في بلدان المنطقة وإستمرار تصديره للتطرف والارهاب ووجود إتجاه إقليمي ودولي يقف بقوة ضد هذا الدور ويدعو للحد منه وإنهائه، فإنه في حاجة ماسة لما يمکن أن يجعل من دوره ونفوذه أمرا واقعا وفي نفس الوقت يدفع العالم للإقتناع بدور ونفوذه هذا، وقد وجد في توصله لإنتاج السلاح الذري تلك القوة الاستراتيجية التي تجعل العالم يرضخ له.

المساعي الايرانية السرية المحمومة من أجل التوصل لإنتاج وصناعة السلاح الذري، يصطدم بأوضاع بالغة السلبية يواجهها النظام الايراني داخليا ولاسيما من حيث أزمته الاقتصادية المستفحلة التي تکاد أن تمسك بتلابيبه وتخنقه، وبشکل خاص فإن الشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بهذه الاوضاع ولم يعد يتحملها والاهم من ذلك إنه يعلم بأن سبب تلك الاوضاع هو نهج النظام وإصراره على تصدير التطرف والارهاب وإستمرار تدخلاته في بلدان المنطقة، فقد قام بأربعة إنتفاضات عارمة بوجهه، ولذلك فإن النظام ومن أجل درء التحديات والتهديدات الوجودية التي تحدق به في حاجة ماسة لإتفاق نووي يتيح رفع العقوبات الدولية عنه وإنهاء عزلته الدولية، وهذا هو مايدفعه أکثر للإسراع في التوصل لهکذا إتفاق ذلك إنه يعلم بأن التأخر في ذلك أکثر من اللازم قد يٶدي للإنفجار الشعبي الايراني الکبير بوجهه والذي سيجعله بحسب ماقد عبر عنه مسٶولين إيران، أثرا بعد عين تماما کنظام الشاه.

المشکلة العويصة لهذا النظام إن النشاطات والتحرکات الاحتجاجية المختلفة للشعب الايراني وبشکل خاص بعد إنتفاضة 28 ديسمبر2017، باتت تتخذ سياقا ومسارا سياسيا واضح المعالم وهو الامر الذي طالما تخوف وتحسب منه النظام، لأنه يعني بأنه لم تعد هناك من خطوط رجعة للتواصل بينه وبين الشعب، وهذا وبإختصار شديد المأزق الذي يعيشه النظام الايراني حاليا!

زر الذهاب إلى الأعلى