مناضل من أجل الشعب أم عميل للمخابرات الدولية؟
حدیث العالم – منى سالم الجبوري:
لم تکن زيارة أبن الشاه، رضا بهلوي لإسرائيل، مجرد زيارة عادية ومألوفة بحيث لاتسترعي الاهتمام والمتابعة بل کانت زيارة شاذة وغريبة وغير مسبوقة لرجل صار في الفترة الاخيرة يملأ الدنيا صراخا وصخبا بکونه مناضل من أجل الشعب الايراني ويسعى من أجل تخليصه من النظام الديني الاستبدادي الحاکم، ولاسيما عندما طالب إسرائيل بزيادة دعمها من أجل تحرير إيران من الحکم السائد فيها.
رضا بهلوي عندما قام بزيارته لإسرائيل، فإنه لفت النظر کثيرا الى إن طابع واسلوب زيارته کانت بصورة وکأنها مخصصة من أجل الدعاية وحشد الدعم والتإييد لحکومة نتنياهو اليمينية التي تواجه تظاهرات عنيفة من قبل الاسرائيليين لرفضهم لسياساتها، ولاسيما عندما إعتمر الطاقية اليهودية عند زيارته لحائط المبکى، الملفت للنظر إن بهلوي وخلافا للأعراف ولاسيما وإنه مسلم، لم يقم بزيارة للمسجد الاقصى، بل وحتى لم يکلف نفسه العناء ومن أجل رعاية مشاعر الشعب الفلسطني بأن يدلي بتصريح تقليدي بالمطالبة بحل عادل يضمن حقوق الفلسطينيين والاسرائيليين.
رضا بهلوي، ومن خلال زيارته الاستفزازية هذه والتي تجاوز الحد المألوف وتمادى فيها کثيرا، فإنهقد سبق والده”الشاه المخلوع” بخطوات وليس بخطوة واحدة، إذ أن والده کان محافظا في علاقة نظامه بإسرائيل ولم يتمادى أو يذهب بعيدا فيها، وعتى إنه لم يقم بزيارة إسرائيل، بل وحتى إنه أثناء حرب عام 1973 بين العرب واسرائيل لم يقف موقفا داعما ومٶيدا لإسرائيل، لکن أبنه وخصوصا مع إعتماره الطاقية اليهودية إذ أنه بذلك قد ألقى کراته کلها في السلة الاسرائيلية وتجاهل بصورة إستفزازية حقوق الشعب الفلسطيني مثلما لم يراعي مشاعر الامتين العربية والاسرائيلية، والذي يثير الاستغراب أکثر إن بهلوي حتى لم ينتبه الى إن في القدس أماکن مسيحية مقدسة ومن المستحسن زيارتها مراعاة للمسيحيين، بل إنه تجاهل کل ذلك ولم ترى عينه إلا ماهو في صالح إسرائيل واليمين الاسرائيلي.
الملاحظة المهمة هنا هي إن الشعب الايراني ليس مٶيدا وداعما لإسرائيل بالصورة والاسلوب الذي ظهر فيه رضا بهلوي، بل وحتى إنه لم يطلب يوما من إسرائيل الدعم والتإييد، ورضا بهلوي بإرتکابه لهکذا خطأ لايمکن أن يغتفر، فإنه قد عبر عن موقفه الشخصي البحت الذي لايعني للشعب الايراني ولايمثله، ولاسيما عندما تجاوز کل المقاييس وغض النظر عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
أبن الشاه، قام بزيارته هذه تلبية لدعوة من وزير الاستخبارات الاسرائيلي، وهذا بحد ذاته مسألة يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية ولاسيما وإنه تصرف کعميل للمخابرات والدولية وحتى الاسرائيلية وليس کمناضل من أجل تحرير شعبه کما زعم!