Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اشرف

أشرف شوكة في عين النظام الإيراني:

 إيران تجدد مطالبتها باخراج اللاجئين الأشرفيين من العراق وأراء عراقية ترفض هذا الضغط الإيراني
الجيران – بغداد :لا يترك النظام الإيراني مناسبة سياسية أو دبلوماسية دون ان يستغلها في الضغط على العراق والمسؤولين العراقيين لكي يتخلص من سكان مدينة اشرف اللاجئين الإيرانيين وفق القوانين الدولية في العراق.
لكن النظام الإيراني الذي يرى في وجود ما يقارب الأربعة آلاف إيراني معارض له على بعد عدة مئات من الكيلو مترات شوكة في عينه التي طالما اغلقها عن الحقيقة الأنسانية فصب جام غضبه طوال ما يزيد على العقدين من الزمن على مناضلي الشعب الإيراني المطالبين بالحرية والديموقراطية وكرامة الأنسان.

ومنذ احتلال العراق وسيطرة قوات الأحتلال الأمريكي من جهة وفيالق الحرس الثوري وعملاء النظام الإيراني من جهة ثانية على مقدرات العراق. وضع اللاجئون الإيرانيون ومعظمهم من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة للنظام في طهران وضعوا في مدينة اشرف مجردين من السلاح وتحت رقابة القوات الأمريكية.
ورغم ظروف العزل ومحاولات نظام طهران شن عمليات سرية ضد اللاجئين العزل في أشرف في محاولات عديدة لقتلهم او تشريدهم والتضييق عليهم. رغم ذلك فأن القوات االأمريكية كانت ارحم وأكثر التزاما بالحقوق المدنية التي اقرتها الأمم المتحدة .. كانت ارحم على اللاجئين من مرتزقة نظام طهران وعملاء المخابرات الإيرانية وعناصر الحرس الأسود الذين وجدوا لهم نفوذ في الوضع العراقي وفي النظام الجديد فراحوا بشتى الطرق يحاولون تنفيذ ارادة النظام الإيراني في التضييق على المعارضة الإيرانية  في أشرف والضغط  على سكان اشرف ودفعهم للتسليم الى نظام طهران لكي ينفذ فيهم احكام الأعدام .
وكانت اخر المحاولات هي (حصار أشرف) وأقتحامها الذي نفذته قوات حكومية عراقية تنفيذا للضغوط الإيرانية. فشنت تلك القوات هجوما على اللاجئيين في اشرف وبينهم عدد كبير من النساء والأطفال فكانت هجمة شرسة سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى في وقت يتمشدق فيه  المسؤولون الذين يقفون وراء عملية (سبي اشرف) بالديموقراطية وحقوق الأنسان وتناسوا اوضاعهم ايام ماكانوا في المعارضة لاجئين في بلدان شتى يطالبون بحقوق انسانية من نظام صدام ولكن حين سلمهم المحتل الأمريكي السلطة مارسوا القتل والتضيق والتنكيل بأناس آخرين لهم قضية عادلة ويعانون من ظلم الدكتاتورية في بلادهم. انها مهزلة هذا العصر الذي يمنح المتنكرين للحقوق الأنسانية سلطة وصولجان.
والان يستمر النظام الإيراني في محاولاته لللآستمرار بسبي اربعة الاف انسان وأنسانة من سكان اشرف موجها المزيد من الضغوط على العراق للتخلص من هؤلاء المواطنين المناضلين الإيرانيين الذين يقف كل العالم معهم من أجل حرية بلادهم من نظام الملالي الدكتاتوري المتطلع الى تصدير القوة والدمار لجيرانه.
فقد جدد نظام طهران الثلاثاء الماضي مطالبته للعراق باغلاق مدينة اشرف وتشريد سكانها وتسليم المطلوبين منهم الى حكام طهران والضغط على اللاجئين بالعودة الى إيران, معتبرا هذا العمل غير الأنساني والمخالف للقوانين الدولية حقا له للتخلص من منظمة مجاهدي خلق طليعة المعارضة المحظورة في إيران. زاعما ان وجودهم في دولة مجاورة وصديقة ربما تزلزل العلاقات بين الطرفين. لكنه تناسى حينما كان هذا النظام يحتضن عملاء له مناوئين لللآنظمة المجاورة كان لا يعتبر ذلك بمنزلة اساءة تزلزل العلاقات بين الدول المجاورة ..
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست ان بلاده بصدد إخراج هؤلاء اللاجئين الذين وصفهم باوصاف يشهد العالم انها تنطبق على نظامة اكثر مما تنطبق على هؤلاء المناضلين الذين ارتضوا العيش في ظروف قاسية من اجل مباديء الحرية التي يحلم بها الشعب الإيراني في ظل حكومة لا ترحم اي معارض في بلادها ولا تنصف اي منتقد لسلوكها ., مؤكدا في مؤتمره الصحفي الاسبوعي إن وجود هؤلاء  في دول الجوار يضر بالعلاقات مع تلك الدول معربا عن أمله في أن يتم تسليم عناصر مدينة أشرف الى السلطات الإيرانية مشيرا الى ان المغرر بهم من اللاجئين الذين لم يرتكبوا جريمة بحق الشعب بإمكانهم العودة الى أحضان الشعب الإيراني على حد زعمه.
انها ذات اللغة التي تستخدمها الأنظمة الدكتاتورية وهي تلاحق معارضيها ولا تخجل من الأعلان عن ذلك متحدية حقوق الأنسان التي نصت عليها المواثيق الدولية ولاتتورع عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المجاورة. فالنظام الإيراني  يتصرف مع العراق وكأن العراق اصبح محمية له بفضل الغزو الأمريكي والحقيقة كان اولى بالنظام الإيراني ان يصلي ليل نهار شكرًا لواشنطن التي سلمته العراق هدية دون ثمن.
ان مأساة سكان (أشرف) تتمثل في حقيقة واحدة هي تنكر بعض الأحزاب والجماعات التي حازت على السلطة في العراق والتي جاءت بعد الأحتلال لحقوق الأنسان وتحاول رد الدين لإيران التي آوتها طوال فترة حكم صدام حسين, وهي العدو اللدود لهؤلاء اللاجئين ولمنظمة مجاهدي خلق التي جعلت نظام طهران يعيش بقلق دائم ..
وتتخذ منظمة مجاهدي خلق كبرى حركات المعارضة الإيرانية من معسكر اشرف الواقع قرب منطقة العظيم في ديالى (120كم شمال شرق بغداد) احدى محافظات العراق مقرا لها وهي تضم نحو أربعة آلاف إيراني لاجيء  بينهم أطفال ونساء. ولايضم المعسكر اي سلاح او مواد محظورة أو تنطلق منه اعمال تضر بمصلحة العراق كما يتخيل عملاء إيران باتهامهم هؤلاء اللاجئين شتى الأتهامات.
وقضت محكمة التمييز الامريكية برفع منظمة مجاهدي خلق عن لائحة الارهاب في الولايات المتحدة, وهي تهمة الصقت بالمنظمة لأغراض سياسية كان النظام الإيراني يشترط عليها في علاقته الدولية. واعتبرت المحكمة  طلب وزارة الخارجية بابقاء اسم المنظمة ضمن اللائحة يناقض المسار العادل للقضاء ويفتقر الى ادلة كافية, وكانت محكمة العدل الأوروبية قد الغت قرار ادراجها على اللائحة الاوربية للمنظمات الارهابية قبل قرار محكمة واشنطن. وبهذا اثبت العالم ان حبل الكذب قصير مهما طال الزمن وأثبت العالم الحر ايضا انه اكثر عدالة من الدكتاتوريين في طهران واعوانهم الذين يحاولون منع الأمل من الاف اللاجئين المناضلين من اجل حرية شعبهم. كما جاء القرار صفعة لنظام طهران الذي يعتبر المعارضة المطالبة بالحريات والديموقراطية ارهابا,
فهؤلاء الذين طالبوا بأجلاء اللاجئين المحميين بالقوانين الدولية عن مخيمهم ولو بالقوة بحجة تدخلهم بالشؤون الداخلية للعراق يوفرون ذريعة سياسية تفتقر الى الآدلة يدعمون بها أغراض النظام الإيراني.
غير ان قضية لاجئي اشرف حظيت بدعم قطاعات شعبية عراقية عديدة طالبت باحترام المواثيق الدولية وعدم انتهاك حقوق اللاجئين الإيرانيين أومعاملتهم معاملة قاسية. وظهرت معارضة شعبية لقرارات ومواقف اتخذها مستشار الامن القومي السابق (المنتهي عقده) موفق الربيعي باصدار اوامره الى القوات الامنية العراقية عندما كانت بيده سلطة الامن القومي بعدم السماح لزيارة من في داخل المعسكر لتضييق الخنافق عليها .انها كانت أجراءات لايمكن تفسيرها عراقيا لأن القيم والأخلاق العراقية تختلف  ووتناقض مع ماجرى تنفيذا لأوامر طهران .
يقول مهدي(29 عام) احد اعضاء منظمة خلق الإيرانية قبل 9 سنوات خرجت من إيران التي تسودها أعمال التنكيل والقتل والتعذيب بحثاً عن الحرية والديمقراطية، والآن بعد هذه السنوات تمكنت عائلتي أبي وامي وشقيقتاي الصغيرتان من المجيء الى العراق لزيارتي لكن لم يسمحوا لي برؤيتهم الا بعد مساعدة المسؤولين والاطباء في مستشفى اشرف فالتقيتهم لايام عدة قبل نقل حماية المعسكر من القوات الأمريكية الى القوات العراقية, التي اصبح دخول العائلات أمرا محظورا فيما يشكل هذا أبسط حقوقنا الانسانية وحقوق عائلتي ولكن مع الأسف تـُنتَهك هذه الحقوق بشكل صارخ بسبب موقف السلطات العراقية من المنظمة.
وكان موفق الربيعي دائما ما يصدر بياناته عندما كان في منصبه يخير فيه المنظمة اما العودة الى إيران او الذهاب الى بلد ثالث ، مؤكدا ان الحكومة لن تتراجع عن قرارها بأغلاق المخيم, وكان الجميع يدرك أن ذلك كان هو  الأنصياع  لطلب حكام طهران وخصوصا ما طلبه رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني من الحكومة العراقية خلال زيارته مطلع اذار من العام الماضي بالتضييق على المنظمة لإجبارها على المغادرة.
وناشدت حينها زعيمة المنظمة السيدة مريم رجوي القادة العرب في بيان اصدرته عقب زيارة رفسنجاني لبغداد اتخاذ خطوات سريعة لمنع كارثة انسانية في المعسكر من خلال ضغط الحكومة العراقية لطرد المنظمة معتبرة ذلك بانها حملة شريرة بدأت من العراق وامتدت حتى فلسطين ولبنان والبحرين ومصر والمغرب العربي, مؤكدة ان الدفاع عن سكان اشرف يعتبر دفاعا عن القيم الاسلامية والتقاليد العربية العريقة والوقوف بوجه همجية الملالي الحاكمين في إيران حيال الدول العربية والاسلامية في المنطقة.
موضحة ان ذلك جاء اثر تاكيد المرشد الإيراني علي خامنئي للرئيس العراقي جلال طالباني عند زيارة الاخير لإيران نهاية شباط من العام الماضي على التنفيذ الجاد للاتفاق الثنائي في خصوص إخراج مجاهدين خلق من العراق، قائلاً “نحن بانتظار تحقيق هذا الهدف”.
وقالت الحكومة العراقية على لسان الناطق باسمها علي الدباغ في العشرين من شهر اذار من العام الماضي إن “الحكومة لا تريد أن تتحمل المسؤولية عن وجود جماعة إرهابية في العراق تسبب مشاكل داخلية ومشاكل مع دول في المنطقة ودعا الدباغ المجتمع الدولي إلى إيجاد مكان آخر لجماعة مجاهدي خلق غير العراق مشيراً الى ان أي دولة أخرى لم تتقدم بعد لقبول هذه الجماعة.وهكذا ولأغراض سياسية ونتيجة الضغوط الإيرانية تحول ما يقارب الآربعة الآف لاجيء نصفهم اطفال ونساء ومسنين الى (منظمة ارهابية) حسب زعم هؤلاء .
غير ان بعض العراقيين الذين يرون الحق حقا والباطل باطلا قالوا غير ذلك:
 قال عضو مجلس النواب السابق عن كتلة الفضيلة كريم اليعقوبي اننا نتعامل مع المنظمة وفق وجودها القانوني والرسمي واذا تم حسم هذا الموضوع مع الامم المتحدة حينها سيتضح موقفها, واصفا اليعقوبي وضع المنظمة بغير الخطر على الشعب العراقي في الوقت الحاضر, ومن يطالب ببقائها او خروجها فهذا يمثل رايه شخصي نسبة الى المصالح والتقاطعات فتلك التصريحات تنم عن تضارب المصالح.
وشاطر اليعقوبي في الرأي عضو مجلس النواب عز الدين الدولة الذي اوضح انها لا تشكل خطرا بوضعها الحالي, مضيفا ان وجودها لا يخدم المنظمة نفسها لان هنالك اطراف كثيرة في الحكومة العراقية هم اصدقاء حميمون لإيران وهذه اسباب تجعل المنظمة مهددة.
ومن جانبه دعا رئيس الوزراء السابق اياد علاوي الى الحفاظ على حماية المنظمة لتواجدها في العراق منذ اكثر من 20 عاما وفق القوانين الانسانية الدولية,
وكثير من العراقيين يحملون هذا الرأي, ويجدون في استقلالية القرار العراقي مؤشرا لأستقلال البلد من النفوذ الإيراني الذي لا يمكن ان يبقى هكذا متلاعبا بمقدرات الناس. ومن هذا المنطلق يطالب الكثيرون بوقفة انسانية مع سكان اشرف فهؤلاء لديهم قضية وطنية وعدو يتربص بهم على بعد عشرات الكيلو مترات من مخيمهم الأعزل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى