المعارضة الإيرانية

ملاحظات لابد منھا

سعاد عزیز
السوسنة – سعاد عزیز: عند البحث في الاوضاع المختلفة في إیران، فإن ذلك یضع المرء أمام حقائق ووقائع مفجعة تثیر الحزن والسخط والالم معا، ذلك إن الذي یجري في إیران الیوم وبعد قرابة 40 عاما من حكم نظام الجمھوریة الاسلامیة یمیط اللثام عن مشاھد مأساویة تبین في خطھا العام بأن الاوضاع في إیران قد وصلت لیس الى المرحلة الحرجة للحیاة الانسانیة وانما تجاوزتھا أیضا ولعل ھذا ھو السبب الذي یدفع الجماھیر الایرانیة المحتجة تبادر لیس بعدم الخوف من ھجمات العناصر الامنیة الایرانیة لتفریقھا وانما حتى للإشتباك معھا والوقوف بوجھھا.

مایجري حالیا في إیران، ھو النتیجة المنطقیة لشعب یعیش أكثر من 60 %منه تحت خط الفقر فیما یعاني وبحسب مصادر مختلفة فإن ھناك بضعة ملایین مواطن إیراني یعانون من المجاعة وتعاني 11 ملیون عائلة إیرانیة من مشكلة الادمان على المواد المخدرة بحسب ماجاء في تقاریر لأعوام خلت(أي إن ھذا العدد للأسف قد إزداد أكثر من ذلك)، الى جانب قرابة نسبة تتجاوز ال 30 %یواجھون البطالة ومشاكل وأزمات حادة أخرى،

والاسوء من ذلك لیس ھنالك من أي أمل بتحسن الاوضاع وانما یعلم الجمیع بأن الامور ستسوء أكثر و ینتظر الشعب الایراني الكثیر من الویلات والمصائب الاخرى، ولذلك فإن بقاء ھذا النظام یعني بالضرورة توقع كل ماھو أسوء، ولذلك فإن الشعب الایراني یتطلع للتغییر الذي طرحته وتطرحه المقاومة الایرانیة كحل وحید لكافة مشاكل وأزمات إیران، والذي یثیر السخریة فإن ھذا النظام یجري تجارب إطلاق صواریخ بالستیة مطورة تكلف الملایین ولاتنفع الشعب الایراني بشئ الى جانب تصعید التدخلات في المنطقة، وھو مایعني إن النظام بات یسیر في طریق مسدود نھایته المواجھة مع الشعب الایراني نفسھ قبل غیره لكن المثیر للسخریة إن إطلاق ھذه الصواریخ ھي التي باتت تنعكس سلبا على الاوضاع في داخل إیران وھو الامر الذي یثیر حنق الشعب أكثر خصوصا وإن ھذه التجارب تعتبر خرقا وإنتھاكا للإتفاق النووي”المیت سریریا” الذي لازال النظام یكد إلتزامه به.

المراھنة على حدوث تغییرات إیجابیة في ھذا النظام من خلال مزاعم الاعتدال والاصلاح الكاذبة والتي ھي في الحقیقة مجرد غطاء من أجل التستر على ھذا النظام لكي یواصل مخططاتھ المشبوھة، فإن زعیمة المعارضة الایرانیة مریم رجوي، وبعد إعلانھا للمبادئ العشرة التي تراھا أوساط المراقبین والمحللین السیاسیین بأنه أفضل خارطة طریق لحلحلة الاوضاع في إیران وإیجاد مخارج لھا خصوصا وإنه یضع البلاد على أعتاب عملیة تغییر جذریة یتمناھا ویطمح إلیھا معظم أبناء الشعب الایراني، ذلك إن النھج الاستبدادي الذي یحكم البلاد ویصادر كافة أنواع الحریات، یدفع الشعب الایراني نحو مستقبل مجھول ولذلك فإن التغییر لیس فقط ھو قدر إیران والشعب الایراني وإنما لشعوب المنطقة التي تجد نفسھا معنیة بالاوضاع في إیران بسبب من سیاسات ونھج النظام الحاكم، ولذلك فإن التغییر الحقیقي في إیران ھو السبیل والطریق الوحید لحل المشاكل والعقد ذات الصلة بالملف الایراني

زر الذهاب إلى الأعلى