الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
خلال الاسابيع الاخيرة، صدرت تصريحات متباينة من قبل مسٶولين دوليين بخصوص الانشطة المشبوهة للنظام الايراني سواءا فيما يخص برنامجه النووي أو الصاروخي أو أنشطته الارهابية وتدخلاته في بلدان المنطقة والعالم، وهذه التصريحات صدرت من قبل مسٶولين من دون مختلفة مع ملاحظة إن بعضهم وصف أنشطة النظام بالخبيثة أيضا، وکلها شددت على إن النظام الايراني ومن خلال أنشطته المشبوهة يشکل خطرا على الامن والسلام في العالم.
هذه التصريحات تأتي في وقت يقوم فيه النظام الايراني بإنتهاج سياسة بالغة الخطورة فيما يخص علاقاته السياسية والاقتصادية والامنية مع بلدان العالم ويسعى لربط نفسه بمناطق الازمات أملا منه بأن يکون ملاذا له للخلاص من إحتمالات سقوطه التي باتت تتزايد يوما بعد يوم، ويتزامن ذلك مع إستمرار الانتفاضة الشعبية ودخولها شهرها السادس ومع ترکيز النظام على الممارسات القمعية وعلى تنفيذ أحکام الاعدامات من أجل إضفاء أجواء من الرهبة والخوف والتأثير على الروح المعنوية والحماس لدى الشعب المنتفض بوجهه.
المشهد الايراني کما إستعرضناه آنفا، يٶکد ثمة حقيقة مهمة وهي إن إيران في حالة مخاض وإن النظام وبعد 43 عاما من حکم قمعي دموي وصراع سياسي ـ فکري مع الشعب والمقاومة الايرانية قد وصل الى مرحلة يمکن وصفها بآخر مرحلة له وهو يعي ذلك جيدا ولأجل فإنه يلعب في المناطق الدولية الخطرة من أجل تفادي خطر السقوط الذي يخيم عليه، لکن المهم هنا هو إن التصريحات الدولية التي ألمحنا إليها في بداية هذا المقال، تشير الى أنشطة النظام المشبوهة والخبيثة من دون أن تعلم بأن سياسة فرض العقوبات على هذا النظام لوحدها غير کافية وإن مجرد بقاء النظام يعني بقاء وإستمرار هذه الانشطة وإن الحل الوحيد الذي يجب عدم التغافل عنه هو إجراء التغيير الجذري في إيران، وإن الانتفاضة الشعبية الحالية هي بمثابة الفرصة الثمينة التي لايمکن أن تعوض للمجتمع الدولي بهذا الصدد.
دعم وتإييد الانتفاضة والوقوف الى جانب نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير والاعتراف الدولي الرسمي بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي لنضال الشعب والبديل لهذا النظام، من شأنه أن يرسم خطا وسياسة وإتجاها واضحا جدا للسياسة الدولية المطلوبة لإتخاذها بشأن إيران، ذلك إن هذا النظام صار يشکل خطرا وتهديدا بکل الاتجاهات وإن مجرد بقائه يعني القبول به وبأنشطته المشبوهة والخبيثة، ولذلك فإن على المجتمع الدولي أن يضطلع بواجباته ويغير من سياسته تجاه النظام الايراني من أجل السلام والامن والاستقرار العالمي.