مصداقية مجاهدي خلق دوليا ترعب النظام الايراني
وکاله سولابرس – هناء العطار: لم يتم إعتبار منظمة مجاهدي خلق خصما أساسيا وبديلا سياسيا ـ فکريا قائما للنظام من فراغ أو من إعتبارات حزبية أو سياسية خاصة وإنما تم إعتبارها على أساس مقومات ورکائز مستمدة من الواقع من خلال دورها على مختلف الاصعدة وخلال أکثر من 40 عاما، حيث کانت المنظمة متواجدة في ساحة النضال ضد النظام في الداخل والخارج وکانت ليس تواصل نضالها وصراعها ضد النظام فقط وإنما تقوم بتطويره وتوسيع دائرته، وهو أمر لم يتمکن أي طرف من أطراف المعارضة الايرانية ضد هذا النظام من القيام به.
مجاهدي خلق لم تکتفي بتقديمها لأکثر من 120 ألف شهيدا في طريق النضال من أجل حرية الشعب الايراني، ولم يثنيها کل الحملات الامنية والسياسية والاعلامية عن مواصلة دورها ونضالها بل إنها وبعد مجزرة صيف عام 1988، الذي قدمت فيه أکثر من 30 ألف شهيدمن السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار المنظمة، إزدادت عزما راسخا على تصميمها القاطع لإسقاط النظام وتهيأة الارضية المناسبة التي تمهد لذلك وإن إنتفاضتي 28 ديسمبر/کانون الاول2017 و15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، واللتان قادتهما المنظمة بجدارة، کانتا سعيا نضاليا واضحا بهذا الاتجاه، ولکن المنظمة وکما إنها تواجه النظام في الشوارع والازقة والساحات وحتى السجون، فإنها تواجه النظام أيضا بالکلمة الثورية المناضلة، وإنها خاضت وتخوض مواجهة إعلامية ضارية ضد وسائل الاعلام الصفراء للنظام ولذيوله وأذرعه في المنطقة والعالم، ويکفي المنظمة فخرا إنها وبعد أکثر من 40 عاما من النضال ومن کذب تضليل النظام وخداعه وتزييفه وتحريفه للحقائق، تمکنت من إثبات حقيقة کونها المصدر الاعلامي الاکثر مصداقية وثقة وإعتبارا وهذا ماکان بحد ذاته بمثابة ضربة في الصميم يعاني منها النظام بشدة.
عندما يبدي موقع أحمد توكلي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، خوفه وسخطه من إعلان متواصل لعدد شهداء انتفاضة نوفمبر في إيران والتأكيد الدولي لعدد الشهداء 1500 المعلن من قبل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. حيث کتب تحت عنوان”هذه الأرقام تنشرها الآن رويترز في تقرير مليء بالتناقضات” ؛ “منذ بداية الاضطرابات الأخيرة، بدأت منظمة مجاهدي خلق … الإعلان عن عدد القتلى. وتحت عنوان المجلس الوطني للمقاومة، أعلنوا في بيانهم رقم 43 بتاريخ 3 ديسمبر إلى عدد 750 قتيل. كان يوم واحد يكفي لإصدار البيان رقم 44 ليعلن عن 1000 قتيل. وبعد أسبوع ، في 11 ديسمبر، أكد برايان هوك، المبعوث الخاص في وزارة الخارجية الأمريكية للشأن الإيراني، ادعاء مجاهدي خلق بأن أكثر من 1000 شخص قد قتلوا على أيدي قوات النظام في إيران! في تصريحاته، كرر نفس رواية المنافقين السخيفة حول استلام ثمن الرصاص. أخيرا، في 15 من ديسمبر، صدر بيان عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية رقم 55 وكان عدد القتلى أكثر من 1500 شخص. والمثير للدهشة أن هذه الأرقام قد أعيد تكرارها في تقرير رويترز المليء بالتناقضات”، هذا الزعم البائس والمثير للسخرية والشفقة معا، يعلنه النظام أملا في الحد من دور المنظمة وتأثيرها إعلاميا وکونها قد صارت المصدر الاکثر ثقة ومصداقية من جانب الاوساط الاعلامية والسياسية الدولية والسعي لجعل إعلامها الکاذب والموبوء بالخداع واللف والدوران محلها ولکن هيهات ذلك، فهذا النظام کما إنتهى أمره سياسيا وفکريا وإجتماعيا، فإنه قد سقط إعلاميا!