المعارضة الإيرانية

مساع إيرانية بأياد عراقية …

سعاد عزي
العراق خط احمر- سعاد عزي: ليس لدى العرب السنة ولا الاکراد فە العراق نفس الحماس والاندفاع الذي لدى الميليشيات والجماعات الشيعية المقربة من إيران في العراق من أجل إخراج القوات الاجنبية في العراق وفي مقدمتها القوات الامريکية المتواجدة، إذ من الواضح إنه في حال تحقق هذا المطلب فإن الساحة العراقية ستکون مرتعا للإيرانيين حيث سيسرحون ويمرحون کما يشاٶون وسيکون على المکونين آنفي الذکر أن يخضعا أکثر من أي وقت آخر لما ستمليه عليهما طهران.

الدعوة لإخراج القوات الاجنبية في العراق والتي هي دعوة موجهة بالاساس ضد الامريکيين وقد إشتد أوارها بعد فرض العقوبات الامريکية على إيران وتصاعد حدة الضغوط الامريکية عليها، خصوصا وإن هناك مخاوف جدية من إحتمال حدوث مواجهة أمريکية إيرانية، لکن وفي الوقت الذي تلوح فيه شخصيات سياسية عراقية شيعية مقربة ومحسوبة على طهران باللجوء الى البرلمان العراقي من أجل إخراج القوات الاجنبية من العراق، فقد جاء رد أمريکي أشبه مايکون بتحد لهذه الدعوة عندما أکد الرئيس الامريکي بأن القوات الامريکية باقية في العراق سيتم صرف 3 مليارات دولار من أجل توسيع قاعدة عين الاسد هناك.

الامريکيون لم يقفوا عند هذا التصريح المفعم بنبرة التحدي وإنما قاموا أيضا بإدراج ميليشيا حرکة النجباء التابعة لإيران ضمن قائمة الارهاب، وهو مايدل على إن واشنطن عاقدة العزم على مواجهة النفوذ الايراني في العراق ولاتأبه لهذه الدعوة کما قد تعتقد طهران أو حتى الميليشيات والجماعات التابعة لها في العراق، إذ أن المعروف عن النظام الايراني إنه يميل أغلب الاحيان للمناورة مع الغرب من دون أن يتخطى ذلك، أي إنه يعلم جيدا بأن إقدام هذه الميليشيات على التحرك عسکريا ضد الامريکيين فإنه بمثابة حفرهم لقبورهم بأياديهم الى جانب إن النظام الايراني نفسه سيضع نفسه في معرض الخطر.

طهران التي تسعى للتصعيد السياسي ضد الامريکيين بأياد عراقية وتريد أن تستفاد من نفوذها في العراق من أجل تخفيف حدة الضغط الامريکي المرکز عليها، تعمل مابوسعها من أجل أن تلعب بورقة الميليشيات التابعة لها في العراق ولاسيما خلال هذه الفترة الحساسة حيث يمر الوقت سريعا، وإن النظام الايراني الذي هو بالاساس قد أصبح هدفا للولايات المتحدة الامريکية فإنه يسعى من أجل جعل الاخيرة هدفا وهو أمر ليس بالسهل أبدا ولاسيما على يد ميليشيات في بلد قد تم إحتلاله من قبلها وتوسع نفوذ النظام الايراني فيه ببرکة من ذلك الاحتلال.

زر الذهاب إلى الأعلى