دنيا الوطن – أمل علاوي: تسعى الانظمة الديکتاتورية المبنية على القمع وسفك الدماء وإقصاء الآخر، على التأکيد من أنها لوحدها تعبر عن الحقيقة والصدق في بلدانها وإن غيرها لاتعبر عن شئ وليس لديها أية حقيقة أو مصداقية، وإن هذه الانظمة لازالت تعيش بعقلية القرون الوسطى وغابر الزمان متناسية بأن العالم قد تغير ولم يعد هناك من مجال لإخفاء الحقائق عن العالم ولاسيما فيما لو کانت هناك معارضة وطنية أصيلة تقف بوجهه، وإن مانقوله بهذا الصدد ينطبق تماما على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق.
خلال أعوام طويلة وبسبب من العديد من العوامل والظروف والاسباب المتداخلة في بعضها، فقد کان العالم کله يعتمد على وسائل إعلام النظام الصفراء لمعرفة مايجري في إيران وعکس صورة عنها، لکن النضال الاستثنائي الذي خاضته منظمة مجاهدي خلق ضد النظام الايراني وصمودها الاسطوري أمام أعنف هجمة وحشية متعددة الجوانب والاساليب والتي کانت واحدة من صورها مجزرة صيف عام 1988، التي قام النظام وخلال أقل من ثلاثة أشهر بإعدام 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، قد نجح في نهاية المطاف من سحب البساط من تحت أقدام وسائل إعلام النظام الکاذبة والمخادعة وجعل العالم على حالة تواصل مع الاوضاع والاحداث والتطورات الجارية في إيران إذ صارت شبکات المنظمة العاملة في داخل إيران مصدرا مهما وأساسيا للمعلومات الواردة من إيران، وقد تأکد ذلك للعالم رويدا رويدا ولم يعد هناك من يصدق أو يأخذ بما يرد عن طريق وسائل إعلام النظام.
ماقدأعرب عنه اسحاق جهانغيري، النائب الأول لروحاني، خلال کلمة ألقاها في جزيرة كيش، يوم الاثنين الماضي، المصادف 29 أبريل 2019، والذي قال فيه إن قرارات البيت الأبيض الخاطئة كانت تستند إلى تقارير مجاهدي خلق المغرضة. يعکس ليس خوف وقلق النظام وإرتباکه وتخبطه من دور وحضور المنظمة على المصعيد الدولي وإنما يجسد أيضا عدم ثقة العالم بهذا النظام وبمصداقيته في نقل وعکس الحقائق عن الاوضاع في داخل إيران، خصوصا وإن معظم المعلومات والتقارير المختلفة التي نقلتها المنظمة للعالم بخصوص الاوضاع في داخل إيران کانت صادقة تماما وعکست الحقيقة من کل جوانبها.
منظمة مجاهدي خلق التي تناضل من أجل حرية وکرامة الشعب الايراني ومن أجل تخليصه من أسوأ ديکتاتورية شهدتها إيران والمنطقة، هي منظمة تٶمن بمبادئ وقيم إنسانية نبيلة ولايمکن أبدا أن تجعل من الکذب والخداع والتمويه والتحايل کما يفعل النظام، وسيلة لها لتحقيق أهدافها وغاياتها، ومن هنا فقد دأبت وحرصت والى أبعد حد على تجسيد الحقيقة والصدق في کل ماصدر ويصدر عنها وهذا هو سر ثقة العالم بها.