مراوغات ومناورات مشبوهة
حدیث العالم – منى سالم الجبوري:
بداية يجب أن نعلم مسبقا بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية”وکما سبق وإن أکدت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي” سواءا تم التوصل معه الى إبرام إتفاق نووي جديد أو لم يتم، فإنه وفي کل الحالات مستمر في الجانب السري من برنامجه النووي حتى تصنيع القنبلة الذرية. من هنا فإن أي تصريح أو موقف صادر عن قادة ومسٶولي النظام الايراني يجب أن يتم أخذ ماقد أوردناه بخصوص عزم ونية النظام الايراني على تصنيع القنبلة الذرية بنظر الاعتبار.
منذ کشف الجوانب السرية من البرنامج النووي الايراني عام 2002، من قبل منظمة مجاهدي خلق، وإفتضاح نواياه المشبوهة والمبيتة من وراء ذلك، ففن هذا النظام يلجأ الى کل الطرق والاساليب من أجل ممارسة الکذب والخداع مع المجتمع الدولي في سبيل توصله الى تصنيع القنبلة الذرية، وحتى إن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه معه في تموز عام 2015، لم يضع حدا لنواياه المشبوهة وعلى عزمه على المضي قدما من أجل إنتاج السلاح الذري، ولذلك فإن المجتمع الدولي لم يعد کالسابق يثق به ويطمئن إليه ويريد إتفاقا يضمن تخلي هذا النظام عن برنامجه النووي، وهو الامر الذي يرفضه ولايقبل به.
الطريق المسدود الذي آلت إليه المحادثات النووية مع النظام الايراني، أمر کما يبدو واضحا في غير صالح هذا النظام خصوصا وإن الخيارات الدولية الاخرى وفي ظل إستمرار العقوبات الدولية، تشکل کابوسا مٶرقا وحتى مفزعا له. السعي من أجل کسر الجمود الذي إنتهت إليه المحادثات النووية وفي ظل الاوضاع الاقتصادية بالغة السوء للنظام تجبره على أن يعمل کل مابوسعه في سبيل کسر هذا الجمود.
التصريح الذي أدلى به رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي والذي أعلن فيه أن إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم “متى شاءت وبأي نسبة كانت” وإضافته بأن”هدف الولايات المتحدة كان إيقاف التكنولوجيا النووية الإيرانية، لكنها فشلت في ذلك ولم تحقق أي نتائج”، يأتي من باب مناورة جديدة للنظام الايراني من أجل إحراج البلدان الغربية ودفعها بإتجاه الجلوس معه مرة أخرى على طاولة المحادثات.
النظام الايراني يعلم بأنه وفي ظل ظروفه وأوضاعه الحالية الصعبة ولاسيما وإنه لايزال يعاني من آثار وتبعات إنتفاضة سبتمبر2022، فإن قيامه بتصنيع القنبلة الذرية في هذا الوقت بالذات سيجعله في وضع وموقف أشبه بالذي يواجهه نظام کوريا الشمالية الدکتاتوري وإن وتيرة العقوبات ستتضاعف ضده وتجعله في وضع بحيث لايعلم إلا الله ماسيٶول به مصير هذا النظام خصوصا وإن الشعب نتحامل ضده الى أبعد حد، ولهذا فهو يريد في الوقت الحاضر وبأية طريقة مواصلة المحادثات النووية على أمل رفع العقوبات عنه وإلتقاط أنفاسه ولکن هل يمکن أن تنطلي لعبة النظام هذه على المجتمع الدولي؟ ذلك هو السٶال المطروح!