دنیا الوطن – سهى مازن القيسي: مانفع إطلاق الاقمار الصناعية للفضاء أو تطوير الصواريخ الباليستية لتصل الى مسافات قياسية مع کون أغلبية الشعب يعاني من الفقر والجوع والحرمان بحيث يضطر ليس الى بيع أعضاء من جسده بل وحتى الى بيع فلذات أکباده؟ بل وإن السٶال يصبح أکثر إثارة للسخرية عندما يکون بالشکل التالي: مانفع تکرار تجارب إرسال أقمار للفضاء تنفجر حال الاطلاق؟
مانفع تطوير صواريخ باليستية صارت سببا في فرض عقوبات وحالة حصار على النظام يعاني بسبب منها الشعب الامرين؟ هذا السٶال يتم توجيهه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب الشعب الايراني وهم يعانون من أوضاع وخيمة ليس لايبادر هذا النظام للتصدي لها من أجل إصلاحها فقط وإنما يعمل من جعلها أسوأ بسرقة قوت الشعب وصرفه على أمور ونشاطات لاتفيده بشئ.
عندما يعلن التلفزيون الإيراني الرسمي إن النظام الايراني يخطط لإرسال ثلاثة أقمار صناعية إلى المدار في الأشهر الثلاثة المقبلة على الرغم من فشل الإطلاق في أغسطس/ آب الماضي. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أقرت السلطات الإيرانية بوقوع انفجار في مركزها الفضائي قبل عملية إطلاق قمر صناعي، ليكون الفشل الثالث لإطلاق صاروخ العام الجاري. هذا الى جانب کون الولايات المتحدة الامريکية تنظر بعين الشك والريبة لهذه التجارب وتعتبرها مبررا لفرض المزيد من العقوبات، تماما مثل التجارب التي يجريها النظام من أجل تطوير صواريخه الباليستية، و إن السٶال الذي يطرح نفسه هنا هو: مافائدة هکذا تجارب طالما کانت على حساب الشعب ولاتخدم مصالحه وطموحاته؟
الشعب الايراني الذي وصل به الحال الى أن يعيش أکثر من نصفه تحت خط الفقر بل وحتى إن هناك أعدادا کبيرة جدا صارت تعاني من المجاعة ولاتجد ماتسد به أودها، لم يعد ينظر بعين الرضا أبدا للنظام الايراني وهو يقوم بهدر أمواله على أمور ونشاطات تساهم في إفقاره وزيادة معاناته وحتى إن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، والتي قادتها منظمة مجاهدي خلق قد کانت تصرفات النظام الاستبدادية وإهداره للأموال العامة من أهم أسبابها، ومن دون شك فإن حالة التقاطع والاختلاف بين الشعب والنظام تزداد وتتسع وهي قد وصلت الى حد ومستوى صار من الواضح إنه لم يبق هناك مايمکن أن يجمع بينهما أبدا على العکس الحالة التي ربطت وتربط بين الشعب وبين المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق وکل المٶشرات تدل على إن المستقبل هو لهذا العلاقة لأنها علاقة إيجابية في خدمة الشعب الايراني ومصالحه العليا.