Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

صناعة الفقر في إيران

صناعة الفقر في إيران
من أهم أسباب فرحة الشعب الايراني بسقوط النظام الملکي في 11 شباط 1979،

الحوار المتمدن- سعاد عزيز کاتبة مختصة بالشأن الايراني:
من أهم أسباب فرحة الشعب الايراني بسقوط النظام الملکي في 11 شباط 1979، هي إن الشعب کان ينتظر تغييرا جوهريا في أمرين؛ الاول هو تحسين الاوضاع المعيشية وتحقيق العدالة الاجتماعية بهذا الصدد، أما الثاني فقد کان توفير الحرية وإنهاء الممارسات القمعية، لکن وعندما نراجع أکثر 42 عاما من بعد تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن الذي يبدو واضحا جدا ليس هو عدم تمکن هذا النظام من تحقيق أي تغيير جوهري في الامرين المذکورين بل وحتى إنه قد جعلهما على أسوء مايمکن!
لئن حاول النظام الايراني کثيرا التستر والتغطية على الاوضاع المعيشية في البلاد وعدم التصدي لها خصوصا وإن مٶسس النظام کان قد وعد الشعب بتحسين أوضاعه وبرفاهية لم تکن متوفرة له في عهد الشاه، لکن فشل النظام وعدم تمکنه من تحقيق ماقد وعد به الخميني، فإن لم يجد مناصا من التستر على الاوضاع المعيشية وکذلك فيما يتعلق بإنتهاکات حقوق الانسان، غير إن تردي الاوضاع المعيشية ووصولها الى حدود کارثية أجبر النظام على الاعتراف بها لکن هذا الاعتراف لم يکن إعترافا کاملا وشاملا وإنما کان على طريقة ذکر جوانب قليلة من الحقيقة وإخفاء الجوانب الکبرى.
التقرير الاخير الذي نشرته صحيفة”جهان صنعت”، حول الاوضاع المعيشية في إيران، کان وفق الاسلوب والطريقة السلبية التي أشرنا إليها آنفا، حيث إن هذا التقرير قد کشف أن:” حوالي 20% من الإيرانيين كانوا في عام 1979 تحت خط الفقر، ولكن في عام 1988 وصل هذا الرقم من الفقراء إلى حوالي 40%، وفي عام 2021، وصل عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى حوالي 52%.”، ولايبدو الرقم الاخير صحيحا ويعبر عن الواقع المعيشي الايراني المرير خصوصا وإن بيع الاطفال الخدج وحتى بيع البنات وبيع أعضاء الجسد وعمل الاطفال والبحث في النفايات عن الطعام، کلها أصبحت ظاهرات في إيران تفرض نفسها، فکيف يمکن ذلك مع تلك النسبة القليلة التي إعترفت بها هذه الصحيفة وأخفت أو بالاحرى تعمدت أن تخفي الجانب الاکبر من الحقيقة.
تقرير هذه الصحيفة الذي کان دراسة تحت عنوان”خطأ نصف قرن”، أوضحت الدراسة أن حوالي 60% من أفراد المجتمع باتوا تحت خط الفقر خلال العام الجاري، ومعظمهم يعيشون في فقر مدقع. ومن الواضح إن الاعتراف بنسبة 60% من الشعب يعيشون تحت خط الفقر يجسد مأساة ومصيبة في حد ذاتها ولاسيما إذا ماإنتبهنا الى أن إيران بلد غني ويمتلك إمکانيات هائلة لو کانت هناك أية حکومة حريصة لما وصل الحال بالشعب الايراني الى ماقد وصل وإنتهى إليه، لکن الذي يبدو واضحا إن الحکومات المتوالية على الحکم خلال الاعوام ال42 المنصرمة، متمرسة في صناعة الفقر ذلك إن کل حکومة تأتي الى دست الحکم تعمل مابوسعها من أجل زيادة نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر.

زر الذهاب إلى الأعلى