المعارضة الإيرانية

مالذي يعنيه تمادى النظام الايراني في أساليبه الوحشية؟

الاحتجاجات فی ایران
N. C. R. I : من سمات عصر الثورة المعلوماتية وهندسة الجينات، إن العالم صار يلفت أکثر للمسائل والقضايا المتعلقة بمبادئ حقوق الانسان حيث صارت معظم بلدان العالم تتحاشى بصورة أو أخرى إنتهاکها لحقوق الانسان کما إن التي ترتکب بعض الانتهاکات تسعى الى تبرير وتسويغ ذلك من أجل التغطية عليها،

لکن الامر يختلف تماما مع نظام الملالي في إيران، فهم وعلى عکس العالم يتفاخرون بإرتکابهم لأفظع أنواع الانتهاکات في مجال حقوق الانسان ضد الشعب الايراني بصورة عامة وضد مخالفيهم ولاسيما المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق، حيث يصورون إرتکابهم للجرائم المروعة من حيث عمليات الاعتقال التعسفي والقتل والتصفيات الجسدية على إنها إنتصارات مبينة للنظام!

الانتفاضة العارمة للشعب الايراني والتي إجتاحت خلال فترة قصيرة 122 مدينة، جعلت النظام يجن جنونه لأنه يعلم جيدا بأن الشعب المنتفض لايطالب بإصلاح أو إعتدال لکونه يعلم بإستحالة ذلك في ظل هذا النظام القرووسطائي، ولذلك فقد کان أمرا طبيعيا ومتوقعا أن يقوم النظام بحملة قمعية وحشية واسعة النطاق ضد الشعب الايراني المنتفض ولاسيما بعد أن تيقن من إن الشعب الايراني صار يعلم بأن الطريق الذي حددته المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق للتعامل مع هذا النظام وذلك بإسقاطه، هو الطريق الوحيد الذي لابد من السير فيه، وهذا ماأصاب النظام بالذعر ولذا أصدر أوامره لأجهزته القمعية بالتصدي للشعب بصورة غير مسبوقة.

الاعداد الکبيرة من الشهداء الذين سقطوا في ساحات الشرف والکرامة بيد نظام الفاشية الدينية وبحسب ماقد أعلنت منظمة مجاهدي خلق، قد تجاوز ال300 من المنتفضين في مختلف المدن الإيرانية. کما أعلنت المنظة أيضا بأن عدد جرحى الانتفاضة قد تجاوز الـ4000 وعدد المعتقلين والمحتجزين منذ بداية الانتفاضة لحد الآن في 165 مدينة قد تجاوز الـ10 آلاف. علما بأن حملات الاعتقال التعسفية مستمرة ومتواصلة وإن الارقام الحقيقية لازالت مخفية ويتم کشفها رويدا رويدا، وإن مافعله النظام في طريقة واسلوب تعامله مع الانتفاضة الحالية کان بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على کل المحاولات والمساعي الجارية لإعادة تأهيل النظام والثقة به والرکون إليه.

مالذي يعنيه تمادى النظام الايراني في أساليبه الوحشية ضد إنتفاضة الشعب الايراني؟ سٶال لابد من التمعن فيه ملية والبحث عن إجابة شافية له، ومن دون أدنى شك فإن هناك فعلا إجابة شافية على هذا السٶال ويشتمل على عدة نقاط أساسية وهي:

اولاـ إن منظمة مجاهدي خلق کانت الطرف الاساسي في الانتفاضة ومحورها وداينموها الاساسي، وإن مجاهدي خلق بالنسبة للنظام يعني التغيير الجذري في إيران أي إسقاط النظام الکهنوتي وإقامة النظام السياسي المعاصر المعبر عن الشعب والملبي لإحتياجاته وتطلعاته، ولاريب من إن هذا الامر جعل النظام ينظر الى کل مشارك في الانتفاضة على إنه عضو في مجاهدي خلق وبسبب ذلك إزداد عدد الشهداء والمعتقين والمجروحين.
ثانياـ معرفة النظام بأن الشعب الايراني قد صار معبئا ومهيئا فکريا وسياسيا ضده وصار يٶمن بأنه لاخيار أمامه سوى التغيير الجذري وذلك بإسقاط النظام، وإن التعابير والمفاهيم غير الرصينة التي أطلقها قادة النظام على الشعب المنتفض نظير: قطاع الطرق، الفوضيون، المشاغبون، العملاء المتآمرون وغيرها، وهذا مادفع بالنظام لکي يطلق العنان لإجرامه ضد الشعب وتصل الاعداد الى ذلك الحد الذي أعلنته مجاهدي خلق.

ثالثاـ النظام الايراني رأى في الانتفاضة خطرا جديا عليه لکونها تمتلك قيادة”متمثلة بمجاهدي خلق” تعرف ماتريد، وإنها تتزامن مع إنتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني الى جانب الاجواء الدولية والاقليمية التي کلها ليست في صالحه، وهذا ماجعله يندفع کالمتهستر الذي به مس من الجنوب لضرب وقمع المنتفضين.

ولکن، تبقى الحقيقة التي تصفع النظام دائما، وهو إن أساليب القتل والاعتقال الافراط في إستخدام الاساليب البربرية لايمکن أبدا أن تجعل الشعب الايراني يلتزم الصمت ويسکت عن حقه ولابد له أن يرحل شاء أم أبى.

زر الذهاب إلى الأعلى