Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

تخبط وهرطقة في طهران

منى سالم الجبوري
بحزاني – منى سالم الجبوري: عندما تتعالى الاصوات والکل يتکلم ولايوجد من يستمع أو ينصت، فإن ذلك يعني إن هناك مشکلة ولايوجد لدى أي واحد من المتکلمين من طريقة لمعالجة المشکلة، وهذا مايحدث في طهران حاليا بين جناحي النظام من تراشق بالاتهامات والسعي لإلقاء تبعية الاوضاع المتأزمة على عاتق الآخر، ويزداد اسلوب هذا الکلام لفتا للأنظار وذو طابع فريد من نوعه عندما يتم التشکيك في قدرة الشعب على إختيار الافضل والاحسن والانتخابات، وإن الشعب الايراني يمکن خداعه بمعسول الکلام من دون أن ينتبه لأفضلية هذا الذي يصوت له!

عندما يهاجم القائد العام لقوات الحرس الثوري رئيس الجمهورية بشدة قائلا:” الشخص الذي يتحدث جيدا فقط وبعد ما حصل على الأصوات يتكلم جيدا أيضا لكن الشخص الذي يعمل جيدا قد لا يمكن أن يهزم خصمه في النقاش وعلي الناس تشخيص ذلك“، وهذا الکلام الغريب فيه تشکيك واضح بقدرة الشعب الايراني على التمييز والاختيار، رغم إن هناك ثمة لغز محير في هذا الکلام وهو من الذي يعمل جيدا من المسٶولين في إيران والشعب لم يتمکن من تشخيصه طوال 4 عقود من حکم نظام ولاية الفقيه؟ فقد تم تبادل المناصب والمراکز بين نماذج تمثل الجناحين وبقي الحال ليس نفسه وإما يسير من سئ الى أسوء؟ فعن أي أفراد نموذجيين يتحدث جعفري؟

هناك أوضاع متأزمة في إيران، والنظام کله يقف أمام مأزق لايکاد أن يجد له مخرجا ولذلك فإنه يسعى من أجل طرح مقترحات نظرية تهدف الى تغيير في هيکلية النظام وشکله وليس في اسلوبه وماهيته، وعندما يقترح وزير الثقافة الإيراني السابق والعضو الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد حسين صفار هرندي، العمل بتوصية المرشد علي خامنئي، باستبدال النظام الرئاسي بالنظام البرلماني، فإن هذا الکلام لن يغير من الامر شيئا وهو أشبه مايکون بإستبدال طابوق بطابوق آخر! وقد يمکن إن النظام يسعى للخروج من مأزقه الحالي بإبتداع لعبة جديدة مکان لعبة الاصلاح والاعتدال التي لم تعد تجدي نفعا، خصوصا بعد أن ردد الشعب الايراني خلال الانتفاضة الاخيرة شعارات رفض فيها الجناحين على حد سواء.

المشکلة الکبيرة التي يتهرب الجناحان منها هي الاصرار على عدم الاعتراف بفشل النظام ککل ووصوله مفترق حساس يعج بمشاکل وأزمات حادة لاسبيل للخلاص منها أو إيجاد حلول لها، الشعب الايراني لايريد کلاما، فهو وطوال 4 عقود أسير للکلام والوعود والعهود المعسولة، إنه يريد حلا جذريا للمشاکل والازمات وذلك أمر لاوجود له في طهران!

زر الذهاب إلى الأعلى