Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

مربط الفرس

الاحتجاجات في ايران
دنيا الوطن – محمد رحيم: أکثر شئ يمکن الانتباه له فيما يتعلق بالاوضاع في إيران وأخذه بنظر الاعتبار، هو إن الشعب الايراني قد ضاق بنظام يحکمه منذ 40 عاما ولم ير منه إلا الضيم والبٶس والشقاء والفقر والحرمان، وإن هذا الشعب لم يعد يرض ببقاء وإستمرار هذا النظام ويطمح للتغيير مهما کلف الامر، وإن إستمرار التحرکات الاحتجاجية بمختلف أنواعها والاعراب عن مظاهر رفض وکراهية النظام ولاسيما منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، ترجمة عملية للمشاعر التي يحملها الشعب تجاه النظام.

الاحتفالات السنوية التي دأب النظام الايراني على إقامتها کل سنة، جاءت هذه السنة بصورة تدل بکل وضوح على إن الشعب في وادي والنظام في وادي آخر وإن لاشئ قد بقي ليربط بينهما، لکن التطور غير المتوقع الذي صدم النظام وأخذه على حين غرة، إن إحتفالات هذه السنة قد رافقتها مظاهر إحتجاج قوية وأحداث وتطورات غير مسبوقة مضادة له، بما يدل ويٶکد على إن العالم صار يتعاطف مع الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ويقف معهما ضد النظام الايراني.

في الذکرى الاربعين لإندلاع الثورة الايرانية، والتي کما قلنا مرت هذه السنة بصورة مختلفة تماما عن السنوات الماضية، ولعل أهم ميزة لها بالاضافة الى ماقد أسلفنا ذکره، هو ذلك الترابط والتعاون والتنسيق غير المسبوق بين الشعب والمقاومة الايرانية، بحيث وکما أکد العديد من المراقبين فإن المشهد الايراني صار يظهر هذه السنة وکأن الشعب والمقاومة في جبهة والنظام في جبهة أخرى، وهو مايعني العام الذي توضحت فيه المواقف وإتخذت شکلا وصورة قطعية لاعودة عنها.

سعي النظام الايراني من أجل الإيحاء بأن مشکلته مع قوى خارجية وتحديدا مع الولايات المتحدة الامريکية، ومحاولة تعليق کل المشاکل والازمات على شماعة نظرية”المٶامرة الخارجية”، في حين إن المشکلة الاساسية لهذا النظام تکمن في علاقته مع الشعب والتي کانت ولازالت علاقة سلبية مبنية على التضاد وعدم التطابق والاتقاء، وهنا تحديدا مربط الفرس الذي يتهرب منه النظام الايراني دائما، من خلال محاولته التغطية على هذه الحقيقة وتحريفها وإظهارها بصورة ومظهر آخر.

لن يسقط النظام الايراني ولايهدده قوى خارجية ولا الازمة الاقتصادية”مع أهميتهما” کما هو مهدد من جانب الشعب الايراني والمقاومة الايرانية، فهما الطرفان الاکثر والاکبر تأثيرا على النظام والذي يمکن أن يحدد مصيره، وإن هذا النظام من الممکن جدا أن يحل مشاکله مع القوى الخارجية بتقديم تنازلات لها کما فعل ويفعل دائما، لکنه لايستطيع أبدا أن يحل إشکالاته وإختلافاته مع الشعب الايراني بنفس الطريقة فالقضية أبعد من ذلك بکثير، إنها قضية حياة أو موت!

زر الذهاب إلى الأعلى