Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
Uncategorized

طهران بين كماشتين- ماذا يبقى لإيران إذا تم إيجاد حل للقضية الفلسطينية؟

طهران بين كماشتين- ماذا يبقى لإيران إذا تم إيجاد حل للقضية الفلسطينية؟

میدل ایست اونلاین- منى سالم الجبوري:
قيل ويقال الكثير بخصوص الحرب المدمرة في غزة وخصوصا فيما يتعلق بالاطراف المستفيدة أو المتضررة منه، وقبل ذلك عن الاطراف المتورطة فيه بطرق مباشرة أو غير مباشرة. لكن الذي يمكن إستشفافه وإستخلاصه بوضوح من خلال كل ذلك هو إن لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أكثر من شأن فيه.

بعيدا عن طرح يدور في فلك نظرية المٶامرة، فإن إندلاع الحرب في غزة قد حدث في وقت تزامن مع شعور هذا النظام بكونه قد أصبح بين كماشتين؛ الأولى، السير من أجل عزله إقليميا بعد المساعي الجدية من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية والتي كان واضحا بأن حركة حماس المقربة منه والمحسوبة عليه، كانت ستستبعد عن هذا الحل، أما الكماشة الثانية فهي الاوضاع الداخلية التي لازالت متأزمة منذ الاحتجاجات الاخيرة في سبتمبر 2022، وكونها (أي الأوضاع) أشبه ما تكون بالبركان الذي يغلي وينتظر ساعة الانفجار. ولذلك فإنه وجد نفسه مضطرا أن يركب موجة الحرب هذه ويسعى من أجل تجييرها بما يمكن أن تخدم حركة حماس والذي يعني في نهاية المطاف خدمة بقاء دوره ونفوذه في هذه المنطقة الحساسة وبالغة الخطورة.

قد يرى البعض إننا نبالغ في موضوع العلاقة بين حركة حماس وبين النظام في إيران. ولكن يكفي التمعن فيما قد جاء من حديث صادر عن مهدي نصيري، رئيس التحرير السابق لصحيفة كيهان، في حلقة نقاشية نشرت في وسائل الإعلام الحكومية في 11 يناير الجاري، بتدخل النظام الايراني في دول المنطقة من أجل حماية نظامه من الشعب الإيراني. فقد إعترف نصيري وبصورة ملفتة للنظر في جانب من مقابلته وبصريح العبارة “لقد أنشأت إيران خمسة أو ستة جيوش إقليمية، قوات الحشد الشعبي في العراق، وجيش واحد في سوريا، وجيش في اليمن، وحزب الله في لبنان، في غزة، حيث مليونان ونصف نسمة، جيشان، أحدهما هو حماس، والآخر هو الجهاد الإسلامي هناك، جيشان منفصلان لديهما حسابات منفصلة، يتم تحويل الأموال المستقلة إلى كل منهم أو إعطاء الأسلحة لهم.”

الكلام السارد الذكر والمنشور في وسائل الاعلام الحكومية الايرانية، هو بطبيعة الحال ليس مجرد هواء في شبك، ولاسيما وإنه كلام بالغ الخطورة ويمس أمن العديد من الدول. كما إنه يحسب على النظام الايراني خصوصا وإن صحيفة “كيهان” كما هو معروف عنها ناطقة بإسم المرشد الاعلى للنظام وإن نصيري الذي كان رئيس تحرير سابق لها لا يتكلم من عندياته وإنما على أساس ثابت.

ما يفعله النظام الايراني من تحريك لوكلائه في المنطقة من أجل عدم السماح بإخراج حركة حماس من اللعبة، تطور ليس له من مثيل في تأريخ النفوذ والهيمة الايرانية في المنطقة. لكن أهم ما يمكن أن يلفت النظر فيه هو إنه تطور لا يمكن التنبؤ بنهايته بسهولة، بل وحتى إنه يمكن وضع أسوأ الاحتمالات بالنسبة لطهران بنظر الاعتبار، خصوصا وإن ما حدث في 16 سبتمبر 2022، هو أمر قابل للتكرار والحدوث مجددا، خصوصا وإن إيران منذ أواخر عام 2017 ولحد الان تمر بأحداث وتطورات غير مسبوقة، إذ شهدت ثلاثة إحتجاجات شعبية كبيرة هتف المتظاهرون خلالها بـ”الموت لخامنئي” وطالبوا بإسقاط النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى