دنيا الوطن – ليلى رضا محمود: الاقربون أولى بالمعروف..قاعدة قرآنية معروفة وواضحة وضوح الشمس في عز النهار، إذ طالما هناك قريب لك بحاجة لمساعدة منك فإنه أولى من شخص بعيد لاتربطك به مايربطك بقريبك. وإن الملايين من الدولارات التي يقوم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتقديمها لحزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن والى ميليشيات وتنظيمات مسلحة تابعة له في بلدان المنطقة، هو تصرف خاطئ شرعا وقانونا ومنطقا، ذلك إن الشعب الايراني الذي يعيش أکثر من 60% منه تحت خط الفقر بإعتراف قادة ومسٶولين إيرانيين ويعاني من أوضاع معيشية بالغة السوء، هو الأولى بتلك الملايين بل ولايجوز صرفها لأنها أساسا تصرف لغايات وأهداف سياسية تضر بأمن وإستقرار بلدان المنطقة وتتسبب في قائمة طويلة عريضة من المشاکل.
الشعب الايراني الذي يجلس على بحار من البترول والغاز والثروات والموارد الطبيعية الاخرى، من المحزن جدا أن نجده وبعد 40 عاما من حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يعاني من ظروف وأوضاع معيشية بالغة الصعوبة بحيث يقف طوابير ومنذ ساعات الفجر الاولى من أجل الحصول على اللحوم المجمدة مثلا أوو مواد غذائية أخرى. هذا الشعب وبعد 4 عقود يعاني الکثير من الحزن والالم وهو يجد مائدته التي کانت عامرة الى حد ما قبل مجئ هذا النظام، قد باتت في حالة بائسة ويرثى لها، ولاريب من إن الشعب يعلم جيدا بأن سبب ذلك هو السياسات الاقتصادية غير الحکيمة والفاشلة للنظام والتي يظهر واضحا جدا بأن هذا النظام مصر على مواصلتها وعدم إجراء أي تغيير عليها وهو مايعني بأن معاناة الشعب ستتضاعف أکثر خلال الاشهر القادمة خصوصا وإن سيف العقوبات الامريکية الصارم مسلط على الاقتصاد الايراني المهزوز والضعيف من أساسه.
الازمة الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها النظام الايراني والتي وصلت الى حد أن بعضا من أهم السلع والمواد الاکثر إستخداما قد إرتفعت أسعارها أکثر 100% وإن نسبة البطالة في في بعض المدن قد تجاوز 50%، بل والاهم والانکى من ذلك إنه وطبقا لأحد المستشارين السابقين لروحاني، فإن أکثر من 50% من الطبقة الوسطى قد تلاشت وإلتحق برکب الفقراء، في هذا الخضم، فإن إصرار المقاومة الايرانية على إسقاط النظام الايراني وإعتبار ذلك شرطا قهريا أساسيا لايمکن المساومة عليه من أجل إنهاء معاناة الشعب الايراني وضمان بداية يمکن معها إيجاد الطرق والسبل الکفيلة بحل ومعالجة کافة المشاکل والازمات المترشحة عن هذا النظام.