Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

خوف نظام الملالي من التغيير

خوف نظام الملالي من التغيير

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:

بعد مرور عام على إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وعند البحث في الاوضاع المختلفة في إيران، فإن ذلك يضع المرء أمام حقائق ومعطيات مفجعة تثير الحزن والسخط والالم معا، ذلك إن الذي يجري في إيران اليوم وبعد قرابة 44 عاما من حكم النظام الايراني يميط اللثام عن مشاهد مأساوية تبين في خطها العام بأن الاوضاع في إيران قد وصلت ليس الى المرحلة الحرجة للحياة الانسانية وانما تجاوزتها أيضا ولعل هذا هو السبب الذي يدفع الحشود المحتجة تبادر ليس بعدم الخوف من هجمات العناصر الامنية الايرانية لتفريقها وانما حتى للإشتباك معها والوقوف بوجهها.
مايجري حاليا في إيران، هو النتيجة المنطقية لشعب يعيش أكثر من 70% منه تحت خط الفقر فيما يعاني وبحسب مصادر مختلفة فإن هناك بضعة ملايين مواطن إيراني يعانون من المجاعة الى جانب قرابة نسبة تتجاوز ال 30% يواجهون البطالة ومشاكل وأزمات حادة أخرى، والاسوء من ذلك ليس هنالك من أي أمل بتحسن الاوضاع وانما يعلم الجميع بأن الامور ستسوء أكثر و ينتظر الشعب الايراني الكثير من الويلات والمصائب الاخرى، ولذلك فإن بقاء هذا النظام يعني بالضرورة توقع كل ماهو أسوء، ولذلك فإن الشعب الايراني يتطلع للتغيير وهذا مايمکن إستنتاجه حقا من إنتفاضة 16 سبتمبر2022، ومايتداعى عنها، وهو الامر الذي أرعب النظام ودفعه للقيام بأکبر تحشيد أمني بمناسبة الذکرى السنوية الاولى للإنتفاضة إذ باتت المدن الايراني وبالاخص طهران وکأنها مدن محتلة من جراء التواجد العسکري والامني الکثيف فيها.
لم يکتفي نظام الملالي بکل هذا التحشيد بل إن وعلاوة على ذلك بادر الى موجة إعتقالات إستمرت حتى يوم الذکرى السنوية الاولى للانتفاضة أي 16 سبتمبر 2023، حيث تم إعادة اعتقال أو استدعاء العديد من النشطاء السياسيين والسجناء السياسيين السابقين. كما أثرت هذه الموجة على العديد من مؤيدي منظمة مجاهدي خلق. امتدت حملة القمع الحكومية حتى إلى المقابر، حيث تم إغلاق الطرق المؤدية إلى مزارات الشهداء، بما في ذلك مزار مهسا أميني، والسيطرة عليها، كما تم اعتقال والدها المسن.
ولکي أقرب الصورة أکثر وأجعل القارئ الکريم في الصورة تماما، فإنني أجد من المناسب جدا أن أذکر مقاطع من مقال کتبه”رحيم غميشي”، هو عضو متقاعد في الحرس وأسير حرب سابق خلال الحرب العراقية الإيرانية، قام بنشره على قناة تلغرام، يصف فيها الاوضاع غير العادية والمتوترة الحالية في إيران قائلا:” ما شهدته اليوم في شوارع طهران ، ولا أقصد به المبالغة ، إذا غزت دولة أجنبية وسيطرت على طهران وإيران ، فلن تتمكن من حشد هذا العدد الكبير من القوات في الشوارع لإقناع الشعب بأن بلادهم محتلة ، وأن المقاومة عبثية. العدد الهائل من الدراجات النارية السوداء والبنية التي يركبها جنود الاحتلال في جميع أنحاء المدينة مذهل.” ويضيف”حتى قوة احتلالية لم يكن بإمكانها إقناع قواتها الخاصة بأن هؤلاء الأشخاص الذين يمشون بسلام هم أعداء! تجعلني أزياؤهم، المحملة بالعتاد الأسود من الرأس إلى القدمين، أتساءل عما إذا كانت هذه المعدات يتم إنتاجها في أي مكان آخر غير كوريا الشمالية أو روسيا. إنها تذكرنا بمظهر رواد الفضاء أو المحاربين القدامى. يمكن أن تحمل مركبات نقل السجناء التي أحضروها عشرات الآلاف من الأشخاص. الموارد واستعراض القوة الذي شهدته اليوم يمكن أن يمثل جزءا كبيرا من استهلاك عائدات النفط في البلاد.”!

زر الذهاب إلى الأعلى