الأخبارالمعارضة الإيرانية

لاأمل ولامتنفس للنظام الايراني

لاأمل ولامتنفس للنظام الايراني

الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
المساعي الحثيثة التي بات النظام الايراني يبذلها من أجل تهدئة الاوضاع والامساك بزمام الامور والتي يقوم بها على الصعيدين الداخلي والخارجي، هدفها الاساسي هو کبح جماح الانتفاضة الشعبية الايرانية المندلعة منذ سبعة أشهر والحيلولة دون تطورها ووصولها الى نقطة تصبح فيها خارج السيطرة تماما. لکن لايبدو إن النظام قد حقق شيئا من هدفه هذا لحد الان لأن هناك ثمة ملاحظة مهمة يجب الانتباه لها هنا وهي إن الشعب الايراني لم يعد بهذا النظام أبدا ولايرضى بأي حل غير تغيير النظام.
إيران التي يعيش شعبها على أرض تزخر بثروات وإمکانيات معدنية وزراعية وطبيعية هائلة، کان يجب أن يعيش شعبها في ظل ظروف وأوضاع أحسن من الظروف الحالية بکثير، ولکن المثير للسخرية أن الشعب الذي ثار على النظام الملکي، فإن ظروفه وأوضاعه المعيشية قد صارت أسوء بکثير من أوضاعه وظروفه المعيشية الحالية ولذلك فإن عزمه على تغيير هذا النظام قد صار أمرا مفروغا منه ولاعودة فيه ولهذا فإن الانتفاضة مستمرة دون توقف حتى تحقيق أ‌دافها وغاياتها، ذلك إن نظام الملا والعمامة المشبوهة لايختلف عن نظام الشاه والتاج. والمثير للسخرية إن هناك من يريد إعادة الشعب الايراني الى النظام الملکي البائد بما يعني إنه يجب أن يبقى الشعب عالقا بين دکتاتوريتين، وهو أمر يرفضه الشعب رفضا قاطعا وخصوصا إن ترکيزه في الانتفاضة على هتاف”الموت للظالم سواءا کان الشاه أم خامنئي”، يدل على ذلك بکل وضوح.
الانتفاضة المستمرة التي ترعب النظام کثيرا خصوصا وإن هناك نشاطات وحدات المقاومة المتزامنة معها وکلاهما يجريان بسياق وإتجاه واحد وهو إسقاط النظام، تأتي بعد نشاطات وفعاليات وتحرکات مستمرة ودٶوبة للمقاومة الايرانية على مختلف الاصعدة، هي في الحقيقة رد على سياسة النظام النظام والنهج الذي إتبعه ويتبعه في التعامل مع الشعب والذي يساهم عاما بعد عام على إزدياد الاوضاع وخامة في إيران على مختلف الاصعدة، ولاغرو من إن إشتداد الانتفاضة هو في حد ذاته يجسد الموقف الحقيقي والواقعي للشعب الايراني، وإن مزاعم النظام بأن الانتفاضة قد تم إخمادها وإن الامور کلها طبيعية، أمر مثير للسخرية ومحاولة بائسة ومفضوحة من أجل إنقاذ نظام صار قاب قوسين أو أدنى من مواجهة مصيره الحتمي بالسقوط.
النظام الايراني وبعد أن وصل الى طريق مسدود وتأکد من إن الشعب والمقاومة الايرانية عاقدا العزم على إسقاطه وإنهاء حکمه القمعي المقيت، فإنه يلجأ الى مختلف أنواع الطرق والاساليب الملتوية من أجل الحيلولة دون سقوطه وإطالة أمد بقائه لعله يجد ثمة حل له ولکن وفي ضوء وظل الظروف والاوضاع الحالية والذي تداعى ونجم عن ما جرى في العام الماضي بشکل خاص، فإنه لايوجد أي أمل ومتنفس لهذا النظام کي ينجو بجلده مرة أخرى فهذه المرة کل الطرق تقود الى هاوية سقوطه الحتمي.

زر الذهاب إلى الأعلى