Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آخر الانباء عن إيران

هل تكف إيران عن تدخلها بالشأن العراقي؟؟

احمد الدليمي -عراق الغد-  سببت تصريحات السفير الإيراني المعين في بغداد حديثا موجة من السخط والاستنكار بسبب تصريحاته التي اعتبرتها الأوساط السياسية والإعلامية تدخلا فاضحا بالشأن العراقي الداخلي وهي أهانه للدولة التي يمثل بلاده فيها عندما هدد كل من يدعي أن هناك تدخلاً إيرانيًا في العراق .. السفير الجديد هوأحد ضباط الحرس الثوري الإيراني وشهد السنوات المنصرمة من عمر الاحتلال نشاطاً واسعًا له على الساحة العراقية وله صلات واسعة مع القيادات السياسية وخاصة المرتبطة منها بالأحزاب الدينية الحاكمة الموالية لطهران وشخصيات سياسية ودينية أخرى

 علما أن السفير الجديد هو من مواليد بغداد في ستينيات القرن الماضي وتقلد مناصب عديدة في قيادة حرس الثورة الإيراني وتولى ملف العراق قبل تعينيه سفيرًا في بغداد. السفير الإيراني الجديد يبدو أنه مصر على التدخل بالشأن العراقي، فبعد تصريحاته التي ذكرناها وقبل ذلك اتصالاته مع المجاميع الخاصة التي سببت نهر الدماء المتدفق في العراق، صرح مجددًا بأن الحكومة العراقية ستشكل في التاسع من آب القادم وهذا يعني أن هذا الشخص حضر إلى بغداد بهذه الصفة لعقد صفقة لتشكيل الحكومة العراقية يضمن من خلالها استلام الحكم لمن يرضى عنهم هذا النظام أو العناصر والأحزاب الموالية له ليبقى السفير الإيراني في هذا البلد المحتل والذي ساعدت حكومته الشيطان الأكبر في إتمام الاحتلال وإيصال البلد إلى ما هو عليه ألان .. وهذا التصريح هو اعتراف واضح وصريح بأن لإيران دورًا في الصراع المزعوم على السلطة ولديها اليد الطولي في التلاعب بمقدراته وهي فرصة ذهبية لا يمكن لحكام نظام طهران إن تفلت من سيطرتهم والتخلي عن أجنداتهم التوسعية على حساب العراق والدول العربية الأخرى .. ومن هذه الأجندات هو الضغط على الحكومة لتنفيذ إرادتها بالضغط على منظمة مجاهدي خلق الذين يتخذون من مدينة أشرف في صحراء العظيم مقرا لهم كلاجئين محميين بقرارات أممية ومنها اتفاقية جنيف الرابعة، فالنظام الإيراني لم ينسى يومًا هذه المدينة المحاصرة منذ انسحاب القوات الأمريكية من هذه المدينة بعد ما أوكلت حمايتها لقوات الحكومة العراقية بعد أن أخذت منهم تعهدًا باحترام اتفاقيات جنيف التي تحمي هذه المدينة وسكانها، وبفعل الضغوط الإيرانية فأن هذه المدينة تعرضت وتتعرض يوميًا إلى المضايقات والحصار التام ويتعرضون الى اعتداءات مستمرة أبرزها في تموز 2009 حيث استشهد أكثر من (11) شخصًا من سكان المدينة وجرح حوالي500 شخص جروح يعظهم خطرة وسببت لهم عاهات مستديمة وخطف (36) آخرون أطلق سراحهم بعد أن تعرضوا لأنواع صنوف التعذيب على أيدي القوات الأمنية التابعة لمليشيات الأحزاب الطائفية ولشدة المعارضة والاستنكار التي واجهتها الحكومة والتأييد الشعبي والدولي لهذه المنظمة اضطرت الدولة أطلاق سراحهم .. واليوم تناقلت وسائل الإعلام المختلفة مطالبة الحكومة الإيرانية للحكومة العراقية بطرد سكان أشرف باعتبارها منظمة إرهابية تهدد أمن إيران!، بالوقت الذي برأ العالم كله منظمة مجاهدي خلق من هذه التهمة مثل الاتحاد الأوربي والمحكمة العليا البريطانية وغيرها، كما أن أعلى محكمة أمريكية طالبت وزارة الخارجية الأمريكية بإعادة النظر في موضوع وضع منظمة مجاهدي خلق بقائمة المنظمات الإرهابية ومن المحتمل جدًا أن ترفع أمريكا أسم هذه المنظمة من قائمة الإرهاب الخاصة بها أسوة بباقي الدول الأوربية. أن شرائح كثيرة وكبيرة من المجتمع العراقي وكياناته السياسية قد استنكرت وبشدة كل حالات التدخل الإيراني في العراق، وحتى الأحزاب الدينية الموالية لحكام طهران أعرب الكثير منهم عن معارضتهم لأي تدخل أجنبي في تشكيل الحكومة العراقية القادمة باعتباره شأناً داخليًا وأن الحكومة القادمة يجب أن تكون بقرار عراقي بحت وكان آخر ما صدر هو اتفاق القائمة العراقية مع وفد من قيادات التيار الصدري في مؤتمر صحفي أعقاب اجتماعاً بين الجانبين مساء يوم الثلاثاء 17/8/2010 على استبعاد التدخلات الخارجية والضغوط السياسية من تشكيل الحكومة القادمة .. فهل سيكف السفير الإيراني الجديد وحكومته عن التدخل في الشأن العراقي الداخلي؟؟
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى