Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

التصعيد الايراني جعجعة أم حقيقة؟

 سعاد عزيز
صوت كوردستان – سعاد عزيز: مع إقتراب موعد تنفيذ الدفعة الثانية من العقوبات الامريکية في 8 أيار المقبل على إيران والتي ستکون الاقسى في تأريخ العقوبات التي يتعرض لها هذا البلد، وفي ضوء معطيات کثيرة معظمها ليست في صالح طهران، فإن الاخيرة تدرك ذلك جيدا وليس من المعقول أن لم تکن تحسبت وتحوطت من أجل ذلك، خصوصا وإن هناك جدية غير مسبوقة في العقوبات ولاسيما من حيث متابعتها، ولايجب إعتبار وصف بعض المراقبين من إن طهران في طريقها للإختناق بسبب من تلك العقوبات مبالغة أو تهويلا وإنما هو تصوير للمشهد الايراني بصورة أقرب ماتکون للواقع.

الخيارات التي يمکن لإيران إستخدامها وتوظيفها في مواجهتها مع واشنطن وبحسب مايمکن فهمها من المصادر الايرانية المقربة من طهران، تتفاوت بين سياسية وإقتصادية وعسکرية، والسياسية والاقتصادية تتلخص بالذهاب في العلاقات مع روسيا والصين الى أبعد مايکون والمراهنة عليهما، ولکن الذي يبدو واضحا إن مايجري على أرض الواقع قد لايتفق مع ذلك، وبکلام أکثر وضوحا فإن روسيا والصين قد لاترغبان في دخول مضمار فيه الکثير الاثار والتبعات الثقيلة خصوصا مع وجود رفض إقليمي واضح لدور الايراني وتحفظ موسکو وبکين على ذلك وإن کان ضمنيا، مع إننا نجد من المفيد جدا الاشارة الى إن التقارب الروسي ـ الاسرائيلي وکذلك حصول حالات مواجهة وإشتباك بين القوات الروسية وبين قوات الحرس الثوري في سوريا، هي الاخرى تأکيد على إن موسکو ليست متحمسة لإحتضان آيات الله الايرانيين المثيرين للمشاکل.

الخيارات العسکرية المتاحة لإيران والتي يلمح لها قادة ومسٶولون إيرانيون بين الفينة والاخرى من أجل الرد على تلك العقوبات القاسية وبالاخص الدفعة الثانية من العقوبات القادمة في الايام الاولى من أيار المقبل، وذلك من خلال إشعال جبهات من أجل التمهيد لحوار قد ينقذ إيران من محنتها، وإن خيار الجولان ومن خلال التصريحات المتکررة لقادة إيران بخصوص رفض القرار الامريکي بضمها لإسرائيل ومقاومة ذلك، الى جانب خيار الجنوب اللبناني وإحتمال إشتعال حرب مع إسرائيل في الصيف القادم أو خيار الاراضي الفلسطينية من خلال الفصائل الخاضعة لها بإشعال مواجهة تکتيکية قد تکون أکبر من سابقاتها، أو حتى تحريك ميليشيات الحشد الشعبي لضرب القوات الامريکية في العراق، ولاريب من إن إشعال واحدة أو أکثر من هذه الجبهات ليست بتلك المسألة السهلة خصوصا وإن الدور الامريکي إذا ماکانت هناك مواجهة ضد إسرائيل، لن يکون کما کان الحال مع الادارات الامريکية السابقة، بل قد يکون مفاجئا وحتى سيکون صاعقا إذا ماکان المواجهة تستهدف الامريکيين أنفسهم في العراق، مع ملاحظة إن واشنطن وفي حال دفعت طهران بالاوضاع بهذه السياقات، قد تعزف بوضوح أکثر على ورقة الداخل الايراني وبشکل على قضية التغيير في النظام نفسه خصوصا وإن هناك دعم رسمي لنضال الشعب الايراني من أجل الديمقراطية والتغيير في إيران کما إن هناك دعم وتإييد شبه رسمي للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولزعيمته مريم رجوي، ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار تصريحات عديدة أطلقتها شخصيات أمريکية تدعو للإعتراف الرسمي بهذا المجلس کبديل للنظام.

زر الذهاب إلى الأعلى