الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
بعد أن سعى نظام الملالي للإيحاء بأن الحرب المدمرة في غزة قد جاءت کمساعدة ومدد سماوي له من أجل الوقوف بوجه إصرار وعزم الشعب والمقاومة الايرانية على إسقاطه وإعادة بناء إيران من جديد، وبعد کل ذلك الصخب والصراخ المفتعل من جانب قادة النظام بخصوص سيطرتهم على زمام الامور وتمکنهم من حسم الامور لصالحهم، لکن جاءت عمليات تنفيذ أحکام الاعدام الاخيرة بحق إثنين من الشباب المشارکين في الانتفاضة الوطنية ضدهم والتي لاقت رفضا وتنديدا دوليا واسع النطاق لتثبت من جديد بأن هذا النظام لايزال في حالة الرعب التي إنتباته عند إندلاع الانتفاضة في سبتمبر2022.
النظام الذي وجد نفسه أسير مزاعمه الواهية وإضطر للتصرف وکأن الاوضاع الداخلية مستتبة وإن الشعب الايراني يقف خلفه وهو يقوم بتحريك وتوجيه وکلائه في المنطقة يسرة ويمنة من أجل الدفع بإتجاه العبث بأمن وإستقرار المنطقة، لکن إستمرار التحرکات الاحتجاجية للشعب الايراني وتزايد نشاطات الخلايا الداخلية التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران قد أکدت للعالم کله بأن النظام في وادي والشعب في وادي آخر ولايمکن أبدا أن يکون في صفه والى جانبه.
ومن أجل التأکيد على إن الشعب الايراني يقف في غير جانب نظام الملالي، فإنه وبعد تنفيذ عملية إعدام الشابين الوطنيين محمد قبادلو وفرهاد سليمي، اللذان شارکا في الانتفاضة الوطنية ضد النظام، فقد ردت خلايا شباب الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق على هذه الجريمة الغادرة بإضڕام النار في المٶسسات القضائية للنظام الکهنوتي، حيث إستهدف شباب الانتفاضة قضاء نظام الجلادين في مجمع قدوسي القضائي بمدينة يزد وسمع دوي انفجار قوي مما يعكس غضب الشباب والاحتجاج على إعدام هذين الشابين البطلين الثائرين. كما وصفت التعليقات المنشورة على شبكة التواصل الاجتماعي هذا الإجراء بأنه رد على “معاقبة الجلادين والمرتزقة”.
التعارض والتضاد القائم بين الشعب الايراني وقواه الوطنية من جانب وبين النظام الکهنوتي الجلاد من جانب آخر، لايمکن حسمه أبدا إلا بإسقاط هذا النظام الاستبدادي ووضع حد نهائي للدکتاتورية والاستبداد والقمع في البلاد، وإن کل الخدع والاکاذيب التي يقوم هذا النظام بضخها في أبواق تهريجاته وتخرصاته لاتنطلي على أحد إذ أن الحقيقة البشعة والکريهة جدا لهذا النظام الارعن القاتل لشعبه لم تعد تخفى على أحد ولذلك فإن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية مصران أکثر من أي وقت آخر على المضي قدما في عملية الصراع والمواجهة حتى حسمها بإسقاط النظام ورميه في مزبلة التأريخ.
ش