الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
البحث في الاوضاع في إيران من مختلف الجوانب والتمعن فيها بدقة، يجعل المرأ يخرج بقناعة کاملة من إنه لاسبيل لإصلاح هذه الاوضاع ومعالجتها مع إستمرار هذا النظام الذي يمکن القول من إنه يعيش على حساب دماء الشعب الايراني ومستقبل أجياله، وقد أثبت مرور السنين بأن الاوضاع في ظل هذا النظام تسير وبصورة مستمرة من السئ للأسوأ حتى وصلت الحالة الى درجة لايمکن أن يطيقها الشعب وهو الذي أدى الى الانتفاضة الوطنية النوعية في سبتمبر2022، والتي مازالت مستمرة لحد الان بصورة وأخرى مما يٶکد عزم الشعب وإصراره على مواصلة النضال حتى إسقاط النظام.
مطالبة الشعب الايراني خلال الانتفاضة الاخيرة بإسقاط النظام وتأکيده على ذلك، إنما هو موقف منطقي لامناص منه ذلك إن هذا النظام قد أثبت عمليا بأن بقاءه يعني بقاء معاناة الشعب الايراني من خلال ليس بقاء الاوضاع السيئة وانما جعلها تسوء أکثر فأکثر، إذ أن ملالي إيران الفاسدين ومصاصي دماء الشعب الايراني لايکفون عن نهبهم وسرقتهم لثروات الشعب الايراني بمختلف الطرق والاساليب القذرة والملتوية، لکن المقاومة الايرانية التي وقفت وتقف بالمرصاد دائما ضد هذا النظام الدکتاتوري المجرم، قد أکدت بأنه لايمکن أبدا معالجة الامور والاوضاع في إيران من دون إسقاط النظام الذي هو سبب وأساس البلاء، ويبدو أن الشعب الايراني برمته قد صار على قناعة کاملة من إنه لاسبيل أمامه سوى إسقاط النظام والذي يعتبر ضرورة ملحة وأساسية في نضاله الذي يخوضه وليس مجرد مطلب عادي يمکن المساومة عليه.
نظام الملالي وبعد أن أثبتت تجربة 44 عاما من حکمه القمعي الاستبدادي بأنه أکبر عدود للشعب الايراني وإن بقاءه يعني المساهمة في مضاعفة معاناة الشعب الايراني من مختلف الاوجه، ولهذا فإن التأکيد على إسقاط النظام وإعتبار ذلك المعيار الاساسي الذي سيغير الاوضاع برمتها ويساهم في شروق شمس الحرية والامل على إيران، وهو الخير الوحيد والحاسم الذي يرى في الشعب الايراني سبيله الوحيد لإيران يتجسد فيها معاني الحرية والعدل والمساواة.
تزايد المواقف النوعية للأوساط والمحافل الدولية التي تٶکد على دعمها وتإييدها للنضال المشروع الذي يخوضه الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتي کان آخرها البيان المشترك لأكثر من 500 برلماني ألماني الداعم لانتفاضة الشعب الإيراني من أجل جمهورية ديمقراطية حيث أکد فيه 180 عضوا للبرلمان الاتحادي الألماني من جميع الفصائل البرلمانية و350 عضوا في مجالس الولايات الألمانية دعمهم النشط لانتفاضة الشعب الإيراني من أجل إقامة جمهورية ديمقراطية، قد أعطى إنطباعا بأن العالم يتابع الاوضاع في إيران عن کثب وإن التغيير في إيران ووضع حد لهذا النظام الدموي على يد الشعب والمقاومة الايراني، أمر ليس مرحب به فقط بل وحتى مٶيد ومدعوم أيضا.