الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
أکثر مايميز نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن غيره من الانظمة الاستبدادية الشمولية، هو إن هذا النظام لن يترك أبدا کل من يتعرض له أو يضده وشأنه ويحمل حقدا وضغينة يقوم بنفثها في إنتقاماته الوحشية اللاإنسانية، وعلى مر ال44 عاما المنصرمة، جسد هذا النظام ذلك بوضوح في تصرفاته حيال مختلف مکونات وشرائح وطبقات الشعب الايراني.
تسميم الطالبات الايرانيات والذي يندرج ضمن سلسلة حملات الانتقامات المبيتة للنظام الايراني من العنصر النسوي الايراني، خصوصا إدا ماأعدنا للذاکرة ماجرى للنساء من عمليات إغتصاب للنزيلات تحت ذرائع دينية مثيرة للسخرية والتهکم وکذلك هجمات الاسيد والممارسات القمعية الاجرامية اللاأخلاقية لمايسمي ب”دوريات الارشاد” وماقامت به من نشاطات قرووسطائية ضد النساء الايرانية وکانت من ضمنها قتل الشابة الکردية مهسا أميني تحت التعذيب، فإن تسميم الطالبات الايرانيات اللائي کان لهن دورا کبيرا ومميزا في إنتفاضة 16 سبتمبر2022، لم يدفع لأي إستغراب أو تعجب إذ أن بمثابة إنتقام جديد بيته النظام الکاره والمعادي للمرأة أساسا، للطالبات الايرانيات.
القادة والمسٶولون في النظام والذين سعوا في بداية عمليات التسميم الزعم ببراءة النظام من هذه العمليات وحتى إنهم ومن أجل إبعاد شبح الاتهام عن أنفسهم والتغطية على جريمتهم وعدوا بإجراء تحقيقات في هذه الظاهرة الجديدة التي تهدد طالبات المدارس الايرانية، وقد بلغ مستوى السخف والسماجة بهذا النظام أن يوجه أصابع الاتهام لمنظمة مجاهدي خلق المعروفة بميولها التقدمية ذات الطابع الانساني، لکن الاحداث والتطورات أثبتت بوضوح تورط النظام فيها ومن إنه يقف خلفها وکل مايدعيه خلاف ذلك محض کذب وهراء.
ضمن تقرير لها عن انتشار الهجمات الكيماوية على مدارس البنات في إيران ، كتبت قناة فوكس نيوز أن النظام الايرانی متورط بشكل مباشر في هذا الأمر لقمع الاحتجاجات ، وجاء في تقرير فوكس نيوز:” وقع أكثر من 300 حادث تسمم في مدارس حول إيران، وهو ما يجادل النقاد بأنه لا يمكن أن يحدث دون اعتراف طهران أو موافقتها.” وأضاف التقرير وهو يشير النوايا المبيتة للنظام ضد الشعب الايراني من جراء إندلاع إنتفاضة سبتمبر من أن”هذه الهجمات تهدف على الأرجح إلى معاقبة الشعب الإيراني وإخافته بسبب الاحتجاجات الواسعة النطاق التي اندلعت في سبتمبر 2022 بعد مقتل مهسا أميني”.
وجاء في التقرير أيضا من إنه قد”تتبع FDD، وهو مركز أبحاث غير حزبي في واشنطن العاصمة، الهجمات في جميع أنحاء إيران وأحصى 328 هجوما كيميائيا اعتبارًا من 14 أبريل، وحصل على معلومات من التقارير ومقاطع الفيديو المحلية المنشورة على Twitter. تضمنت معظم التقارير عدد الضحايا، من اثني عشر إلى ما يقرب من 100 في بعض الحالات.” وخلص التقرير الى أنه:” بالنظر إلى الطبيعة الشمولية للنظام في طهران واستثماره الهائل وهوسه بمراقبة المجتمع والسيطرة عليه، من غير المعقول الاعتقاد بأن مثل هذه الهجمات كان من الممكن أن تحدث بدون الضوء الأخضر من مؤسسة الأمن والاستخبارات”.