بحزاني – منى سالم الجبوري:
يبدو إن أبن الشاه المخلوع قد بلع الطعم الذي ألقته إليه أجهزة مخابرات دولية بشأن إعادته الى الحکم في إيران وقد راق له الامر وإنجرف معه الى الحد الذي من فرط إنبهاره لم ينتبه الى ماتخطط له هذه الاجهزة الدولية بشأن إيران وهدفها من وراء ذلك، إذ يبدو إن مايهمه بالدرجة الاولى هو عودته کدکتاتور لحکم إيران.
أبن الشاه الذي کان للأمس يراهن على هذا النظام ويمجد بجهاز الحرس الثوري القمعي الارهابي، بل وحتى أعرب عن إستعداده للعودة الى إيران الخدمة کجندي تحت أمرة نظام ولاية الفقيه، لکنه اليوم وبعد أن أوکلت إليه المخابرات الدولية مهمة کغطاء من أجل تنفيذ مخططاتها، فإنه صار يعرب عن عدائه لهذا النظام ويتحدث عن الحرية والديمقراطية المسلوبة في ظله، وکأن نظام ولاده کان جنة للحرية والديمقراطية، رضا بهلوي، من فرط إستعجاله للعودة کحاکم دکتاتور لإيران، فإنه يطرح نفسه کبديل للنظام ويعد بالحرية والديمقراطية من خلال إطلاق خطب رنانة وضعت المخابرات الدولية نمطها واسلوبها.
رضا شاه الذي کان يستکع طوال ال44 عاما الماضية في أماکن الترف واللهو في العالم، وکان الشعب الايراني وقوته الوطنية الاولى منظمة مجاهدي خلق يواجهون هذا النظام ويواصلون الصراع معه ببذل الدماء والارواح والمعاناة التي لاحدود ولا وصف لها، فإنه يريد وعلى حين غرة أن يسطو على کل هذا التأريخ والتراث النضالي ضد الشاه ووضع نفسه کصاحب لها!
رضا شاه الذي يبدو إنه قد صدق أکاذيب وخدع المخابرات الدولية بشأن المزاعم والدعايات المشبوهة بخصوص شعبيته ومطالبة الشعب بعودة الملکية للحکم في إيران، وهو بذلك يريد أن يقنع ليس نفسه فقط بل وحتى العالم بأن الشعب الايراني ينتظر عودته على أحر من الجمر وهذا يعني بأن الشعب الايراني الذي أسقط الدکتاتورية الملکية بالامس، يريد العودة إليها للتخلص من الدکتاتورية الدينية!
وهذا يعني بأن الشعب يهرب من النار الى نار أخرى، وهو مايثير السخرية والتهکم، ذلك إن الشعب الذي هتف ويهتف خلال إنتفاضة 16 سبتمبر2022، "الموت للظالم سواءا کان الشاه أو خامنئي"، لايمکن أبدا أن يوافق على عودة الدکتاتورية الملکية ليتخلص من الدکتاتورية الدينية فهو يرفض کلاهما على حد سواء ويريد أن يقضي على الدکتاتورية في إيران الى الابد ويجعلها عبرة لمن إعتبر، ولذلك فإن الحقيقة هي إن إذا کان هناك من مستحيل فإنه يتجسد في عودة أبن الشاه للحکم في إيران!