فتح تحقيق في حادثة مهسا أميني- منى سالم الجبوري
فتح تحقيق في حادثة مهسا أميني
منى سالم الجبوري
عند الاتصال الذي أجراه الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بعائلة المغدور بها مهسا أميني، والتي سعى من خلالها لتهدئة العائلة والتطييب من خاطرها، قال بأنه قد أمر بفتح تحقيق في الحادثة.
کلام رئيسي هذا ولاسيما من حيث أمره بفتح تحقيق في القضية، من المٶکد جدا إنه لن يغير من الموقف الذي أعلنته السلطات الايرانية بعد الحادثة والتي سعت من خلاله التنصل من مسٶولية إرتکاب الجريمة بل سعت الى جعل الشبهات تدور حول مهسا أميني نفسها بعد أن زعمت هذه السلطات بأنها کانت تشکو من أمراض وهو الامر الذي نفاه بشدة والدي مهسا، وعلى الارجح فإن التحقيق الذي أمر به رئيسي لن يکون إلا مجرد فقاعة أخرى تضاف للفقاعات الاخرى التي أطلقها النظام بخصوص هذه الحادثة.
المعروف عن النظام الايراني خبرته”المفضوحة” في فبرکة التبريرات والاسباب المختلقة للحوادث غير العادية التي تحدث وهنا نود التذکير بحادثتين قريبتين زمنيا على سبيل المثال لا الحصر، والاولى بخصوص المعتقلين أثناء إحتجاجات 15نوفمبر2019، حيث مات قرابة 19 منهم من جراء التعذيب، لکن النظام الايراني وعندما إرتفعت الاصوات ضد ذلك، زعم بأن هٶلاء قد إنتحروا! والحادثة الثانية بخصوص إسقاط الطائرة المدنية الاوکرانية التي سعوا للتنصل من مسٶولية إسقاطها وساقوا العديد من التبريرات الساذجة، في حين إن صواريخ الحرس الثوري هي التي أسقطتها.
ليس النظام الايراني أو لجانه التحقيقية من يمکن أن يکشف حقيقة مايتم إرتکابه من جرائم وإنتهاکات بل إن الذي جرى ويجري لحد الان هو العمل على طمس الحقائق أو إخفائها وتحريفها وتزييفا، ولذلك فمن الواضح جدا أن لايتم الاعتداد أبدا بأية لجنة مشکلة من جانب هذا النظام بل وحتى إنه قد صار واضحا بأن النظام متى ما أمر بفتح تحقيق في جريمة أو قضية رأي عام فإن الجميع يستعدون لإعلان أسباب مثيرة للسخرية والتهکم
لکن ونحن نتابع ماقد أمر به رئيسي بفتح تحقيق في حادثة مهسا أميني التي إستنکرها، فلماذا لايأمر بفتح تحقيق بمجزرة عام 1988، الخاصة بتصفية وإعدام آلاف من السجناء السياسيين ولاسيما وإنه کان بنفسه عضوا في لجنة الموت الرباعية التي قامت بتنفيذ تلك المجزرة؟ خصوصا وإنه سيصادف في نيويورك التي يتواجد فيها حاليا الکثير والکثير من أسئلة الصحفيين ووسائل الاعلام المختلفة بشأن ذلك!