المعارضة الإيرانية

عن الصواریخ الایرانیة

سعاد عزیز:
السوسنة – سعاد عزیز: بدأ الاحتفالات الرسمیة الایرانیة بمناسبة الذكرى الاربعین بتجربة صاروخیة كانت طھران تستعد لھا على أحر من الجمر لم تكن مفاجأة غیر منتظرة أو إستثنائیة بل مرت كغیرھا من المفاجئات التي أعقبتھا بیانات الشجب والادانة والرفض، لكن لایبدو إن الشعب الایراني كان یشعر بالغبطة والسرور من جراء ھذه المفاجأة بل ولانبالغ إذا قلنا بأنھ قد سخر منھا ولاسیما وإنھا توحي بإستمرار طھران في تمسكھا بلغة التحدي التي جلبت الوبال والمصائب على الشعب قبل النظام.

التمسك بالتجارب الصاروخیة والاصرار علیھا من جانب طھران، قد لایعني بالضرورة إنھا ستستمر بذلك الى نھایة المطاف، خصوصا وإن المتعارف علیھ إن طھران وعندما ترى إن الامور تصل الى اللحظة”الجدیة” والتي لاتكون في ط ھران فیھا أیة خیارات مناسبة للتعامل والتعاطي مع تلك الامور وتعرف جیدا بأنھا ستكون الخاسر حتما، فإنھا تبادر الى إتخاذ موقف یتغایر ویختلف 100 %عن مواقفھا المتعنتة المعلنة وإن الحرب الایرانیة ـ العراقیة مثلا والتي ھدد الخمیني بإستمرارھا حتى آخر بیت في إیران یقف على قدمیھ، فقد بادر الى إعلان قبوله بالقرار الدولي والذي وصفھ بتجرعھ لكأس السم، وكذلك بالنسبة للاتفاق النووي، ومن الواضح بأن مایجري حالیا بالنسبة لمواقفھ حیال قضیة الصواریخ مع أوربا وكذلك المطالب الامریكیة المتعلقة بالعدید من الملفات ومن ضمنھا الملف النووي، فإنھ سیتخذ سیاقا مختلفا عندما تكون الاطراف الاخرى جدیة الى الحد الذي لارجعة فیه.

المواقف والتصریحات المتشددة والمتعنتة الصادرة من جانب قادة ومسولون إیرانیون بشأن التمسك بالبرنامج الصاروخي ورفض المطالب الاوربیة، لاتعني شیئا بحسب الواقع الفعلي الایراني وبحسابات المنطق، فإیران تواجھ كما ھائلا من المشاكل والازمات التي تعاني منھا بشدة والتي لاتمنحھا دعما وسندا داخلیا قویا یمكن الاعتماد علیھ، حیث إن العالم كلھ صار على إطلاع بالاوضاع القلقة داخلیا وإستمرار الاحتجاجات ونشاطات معاقل الانتفاضة التي تتھم طھران منظمة مجاھدي خلق وبصورة صریحة بأنھا تقف وراءھا، ناھیك عن إن تحذیرات عدیدة صارت تصدر من جانب القادة والمسولین الایرانیین وبصورة ملفتة للنظر تكد على إحتمال تجدد الانتفاضة بصورة أكبر فیما لو بقیت الامور على حالھا ولم یتم معالجتھا.

العام ال40 لنظام الجمھوریة الاسلامیة الایرانیة، ھو عام لیس صعب بل وأصعب مایكون، حیث تكاد أن تكون الابواب كلھا مغلقة والخیارات قلیلة جدا ولاأھمیة لھا ازاء التحدیات الجسام القائمة، ومن دون شك فإن النھج السیاسي الایراني الذي یعتمد على الصواریخ والبرنامج النووي وتصدیر التطرف والارھاب، لایمكن أن یكون أبدا مفتاح الحل للمعضلة الایران

زر الذهاب إلى الأعلى