Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارالمعارضة الإيرانية

إفراغ ومصادرة ثورة

إفراغ ومصادرة ثورة

حدیث العالم – منى سالم الجبوري:
بقدر ماکانت الثورة الايرانية واحدة من أهم الاحداث التأريخية التي وقعت في أواخر القرن العشرين، فإن سيطرة التيار الديني بقيادة خميني عليها وإقامة نظام ولاية الفقيه وماجرى بسبب ذلك على الشعب الايراني خصوصا وشعوب المنطقة والعالم عموما من آثار وتداعيات سلبية، يعتبر الحدث السلبي الأسوء من نوعه الذي وقع في تلك الفترة أيضا.
الثورة الايرانية التي کانت أساسا ثورة من أجل الحرية وضد الاستغلال والقمع والدکتاتورية، وتفائلت شعوب العالمين العربي والاسلامي بها خيرا، فإن سيطرة خميني وأتباعه على مقاليد الامور والاوضاع لأسباب وظروف مختلفة، فإنها أصبحت مصدر خطر وتهديد للمنطقة والعالم ومرکز ومصدر تصدير أنواع الشرور والاخطار إليها.
اليوم وبعد 43 عاما من الحکم الدکتاتوري القمعي لنظام ولاية الفقيه، فإن إلقاء نظرة متفحصة على إيران والمنطقة والعالم، فإننا نجد الکثير من التأثيرات والتداعيات السلبية عليها الى الحد الذي يمکن القول بأن نشاطات ومخططات هذا النظام قد غيرت من وجه المنطقة ولاسيما بزرع أحزاب وميليشيات عميلة تعمل ضد شعوبها وأوطانها لصالح النظام الايراني والملفت للنظر إن هذه الاحزاب بقدر ماهي مکروهة ومرفوضة من جانب شعوب المنطقة فإنها مکروهة أيضا وبشدة من قبل الشعب الايراني ولاسيما وإن النظام قد قام بإستقدام بعض من هذه الميليشيات لإستخدامها ضد الشعب الايراني، والذي يضاعف من کراهية الشعب الايراني ومقته لهذه الاحزاب والميليشيات التي هي بمثابة أذرع للنظام الايراني إنها الى جانب کونها تقوم بإرتکاب جرائم وإنتهاکات ضد شعوبها فإنها تقف على قدميها وتمارس نشاطاتها وعملياتها بفعل الاموال الضخمة التي يقدمها النظام الايراني لهٶلاء العملاء في الوقت الذي صار أکثر من 70% من الايرانيين يعيشون تحت خط الفقر.
الملاحظة المهمة التي يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار والاهمية، هي إن الثورة الايرانية قد قامت أساسا بسبب من النضال من أجل الحرية الذي قام به الشعب الايراني وقواه الوطنية وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق، وقد قام التيار الديني المتطرف بإنتهاز الفرصة وإستغلال الظروف والاوضاع التي کانت للأسف مواتية له لسبب أو آخر، ومصادرة الثورة لصالحه وإفراغها من مضامينها الانسانية والمبدأية وجعلها تبدو وکأنها ذات طابع ديني بحت، غير إن الذي لفت ويلفت النظر هو إن منظمة مجاهدي خلق التي کان لها الدور والقدح المعلى في الاعداد للثورة والمشارکة فيها بقوة والمساهمة الفعالة في إنتصارها، فإنها قد وقفت منذ بداية الامر ضد هذا المسعى المشبوه وتصدت له بکل حزم وقوة وعملت وتعمل على فضح وکشف هذا النظام على aحقيقته ومن إنه قد قام بإفراغ الثورة من مضامينها الانسانية التقدمية ومصادرتها من أصحابها الحقيقيين، وإن الصراع والمواجهة التي تخوضها مجاهدي خلق منذ 43 عاما ضد هذا النظام إنما هدفها الاساسي هو إعادة الثورة الى مسارها الاصلي والى أصحابها الحقيقيين وهو لن يکون إلا بإسقاط هذا النظام وهو مايمکن إعتباره بمثابة الهدف الرئيسي ليس لمجاهدي خلق فقط بل ولسائر الشعب الايراني أيضا.

زر الذهاب إلى الأعلى