المعارضة الإيرانية

عندما تتشابه الخيارات کلها

نظام ملالي ايران عراب الارهاب
دنيا الوطن – أحمد غفار أحمد: طوال المشاکل والازمات التي واجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، کان هناك دائما أمامه العديد من الخيارات المتباينة والتي تمکن دائما من بواسطة کثرة الخيارات إيجاد أکثر من طريق ووسيلة لمواجهة تلك المشاکل والازمات والتغلب عليها وقد کان ذلك سببا لترسيخ وجوده أکثر فأکثر مع مرور الزمن، مع إنه کان يستخدم في تلك الطرق والاساليب الکثير من عمليات الخداع والکذب والتمويه والتي طالما مالفتت المقاومة الايرانية النظر إليها وطالبت بإستخدام سياسة تتسم بالحزم والصرامة من أجل قطع الطريق عليه وعدم السماح له بذلك.

السياسة التي إتبعها الرئيس الامريکي دونالد ترامب مع النظام الايراني کانت تختلف کثيرا عن تلك التي کان الرئيس الامريکي السابق أوباما يستخدمها مع هذا النظام، قد قلبت کل الموازين التي إتبعتها الادارات السابقة مع هذا النظام رأسا على عقب وجعلت النظام في مواجهة ظروف وأوضاع مختلفة تماما من کل النواحي وهو الامر الذي جعل القادة الايرانيين يطلقون الکثير من التصريحات والمواقف التي تدل على سخطهم وإستيائهم من هذه الادارة خصوصا بعد أن بادرت الى الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات قاسية على هذا النظام وبادرت الى تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب مسدلة بذلك الستار نهائيا على سياسة الاسترضاء والمسايرة التي إتبعتها الادارات السابقة بإستمرار ولکن من دون جدوى.

المواقف الحازمة التي تبنتها إدارة الرئيس ترامب والتي کانت في الکثير من المواضع تتشابه مع ماقد طالبت به المقاومة الايرانية للتعامل به مع هذا النظام وخصوصا تصنيف الحرس ضمن قائمة الارهاب.

المشکلة الکبرى بل المأزق القاتل الذي يواجه النظام مع هذه الادارة إنها لاتتيح له خيارات متباينة فيها الکثير من المجالات للتهرب والللف والدوران، بل إن الخيارات التي تضعها أمام النظام الايراني تتشابه کلها وتسير نحو نفس الاهداف التي تبتغيها هي، وإن الوضع الحالي للنظام يجسد ذلك، فهو إن واجه الولايات المتحدة ففيه نهايته وإن لم يذعن لها وإستمر على عناده فإن الحصار والعقوبات کفيلة بإنهائه کما إنه إذا إستسلم للشروط الامريکية ففيها نهايته أيضا لأنه ستأخذ منه کل أسباب تجبره وتعنته وتعتنره على شعبه وعلى شعوب وبلدان المنطقة.

کما يقول المثل المعروف الطرق کلها تقود الى روما، فإن الخيارات التي تم وضعها أمام هذا النظام تقود کلها الى کسر شوکته وتحطيم وتدمير أهم الرکائز التي تأسس عليها وإن الايام القادمة ستثبت ذلك بکل وضوح.

زر الذهاب إلى الأعلى