Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المعارضة الإيرانية

الايام الاخيرة

سعاد عزيز
صوت كوردستان – سعاد عزيز: هناك الکثير من المؤشرات والمدلولات التي تؤکد بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يمر ليس بأصعب مرحلة له في تأريخه وانما حتى آخر مرحلة له، وهو مايدفع بالنظام والزبانية المسيطرة عليه حاليا للشعور بالذعر والهلع والسعي لأية عملية إنقاذ او إنعاش لهذا النظام المتهاوي المترنح بين الوجود والعدم.

إلقاء نظرة سريعة على أربعة عقود من عمر هذا النظام وماقام ويقوم به من أعمال وإجراءات وماينفذه من مخططات ومشاريع سياسية وأمنية وعقائدية موجهة ضد الشعب الايراني في المقام الاول وضد الشعوب الاسلامية والعربية في المقام الثاني، تبين بوضوح کيف أن هذا النظام قد إستخدم کافة الوسائل والسبل المتاحة من أجل الوصول الى أهدافه وانه فاق الميکافيلية في وصوليته وإنتهازيته للإستفادة من کل شئ وإمکانية متوفرة”إيجابا او سلبا”من أجل تحقيق أهدافه.

ضرب القوى الوطنية والمخلصة والمناضلة من أجل حرية وکرامة الشعب الايراني، کان المشروع السياسي الاساسي الذي شرع به النظام من أجل تثبيت دعائم النظام الاستبدادي والشمولي الذي أقامه على أنقاض نظام الشاه، والذي يمکن القول بأنه قد فاق النظام الملکي قمعا وإستبدادا ومصادرة للحريات والحقوق الاساسية للشعب کمجتمع وکأفراد تحت يافطة الدين، لکن الذي يجب التوقف عنده هنا مليا، هو أن هذا النظام قد بذل جهودا ومساع إستثنائية من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق وإقصائها من المشهد السياسي الايراني، ذلك أن منظمة مجاهدي خلق التي کان لها قصب السبق والدور الاکبر في إسقاط نظام الشاه”نظريا وعمليا”، تخوف منها نظام ولاية الفقيه کثيرا ووجد فيها الخطر الاکبر الذي يهدد نظامه ولاسيما وان هذه المنظمة قد جعلت من الحرية والعدالة والکرامة الانسانية حجر الزاوية في مبادئها ومنطلقاتها الفکرية ولم تکن مستعدة للمساومة عليها أبدا، علما بأن النظام قد حاول جهد إمکانه إغراء المنظمة عبر وسائل الترغيب والترهيب من أجل قبولها بنظام ولاية الفقيه القمعي الاستبدادي، لکن المنظمة رفضت وبإباء وعزم ومبدأية راسخة کافة عروض النظام وتمسکت بمبادئها وأهدافها النابعة اساسا من معاناة وطموحات الشعب الايراني، ولاغرو من أن المنظمة قد دفعت ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا، وان الحملة المسعورة التي قام بها النظام الايراني من أجل تشويه وتحريف التأريخ النضالي المجيد للمنظمة والتشکيك به، تجسد في واقع أمرها ماذا کانت تعني منظمة مجاهدي خلق على أرض الواقع.

منظمة مجاهدي خلق التي وقفت بإباء وشموخ ضد مخططات هذا النظام وأعلنت تضامنها الى جانب الشعب الايراني وأکدت بأنها لاتفرط بالحرية أبدا مهما غلت التضحيات، وهي بموقفها الجرئ و الشجاع هذا قد تحملت أکثر من طاقتها بکثير لکن أصرت ومن خلال إيمانها بآمال وطموحات الشعب الايراني التمسك بمواقفها وسلکت درب المقاومة المملوء بالاشواك والصعاب لکنها رغم ذلك أثبتت قدرتها وجدارتها فيه، حتى وصل الامر الى ضعضعة النظام وهزه من الاسس بعد تصدي ومقاومة بطولية إستمرت لأربعة عقود، ومن هذه المنطلقات، فإن الذي يجري اليوم في طهران هو بالاساس حاصل تحصيل نضال وکفاح دؤوب لمنظمة مجاهدي خلق التي أصرت على مواصلة النضال والکفاح من أجل الحرية ولم تستسلم للمغريات والعروض الاستثنائية، وهي بذلك قد مهدت لهذه المرحلة التأريخية التي يشهد فيها الشعب الايراني تضعضع النظام وسيره بإتجاه السقوط المحتوم والذي لاحت ملامحه بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، مما يمهد لفجر زاهر وغد مشرق يعيد الامل والبهجة للشعب الايراني برمته خصوصا وإن الاوضاع الاقليمية والدولية صارت تشجع على ذلك وتحفز عليه.

الذي نشهده اليوم في إيران، هو في حقيقة الامر النهاية العملية والواقعية جدا لنظام القمع والارهاب في طهران، انها نهاية أربعة عقود من الکذب والتحريف والتزييف والقتل والمتاجرة بإسم الدين، إنها الايام الاخيرة في عمر نظام ولاية الفقيه.

زر الذهاب إلى الأعلى